حمد الحمد
قرأت العديد من كتب السير الذاتية، أو كتب رحالة عاشوا في تلك السنين، ومن القراءة تكتشف كم هي حياتنا متطورة وآمنة ومختلفة عن حياتهم والحمدلله، مثلاً لو أنا أو أنت أيها القارئ عشنا في ذلك الزمن قبل 150 سنة أو أكثر من ذلك تكون حياتك كالتالي:
— اليوم، تخرج من منزلك وتركب سيارتك، وهي مكيفة وغوغل يرشدك، لكن في ذلك الزمن إذا كنت ميسور الحال أمام البيت حصان تركبه أو دابة أخرى كالحمار أو تحصل على جمل إذا كانت المسافة أبعد.
— والآن لو أردت السفر للندن أو أميركا أو شرق آسيا، ما عليك إلا أن تحجز تذكرة عبر تطبيق وتتوجه للمطار، في ذلك الزمن لا توجد طائرات إنما عليك أن تذهب إلى أقرب ميناء حيث تجد السفن التجارية، وكل سفينة متجهة إلى جهة سواءً أوروبا أو أميركا أو البرازيل، والسفن بها درجات درجات، أولى وثانية وثالثة، والرحلة تستغرق أياماً وأياماً، هذا يكون في بلاد الشام أو مصر، أما في الخليج فهناك سفن تأخذك للهند، أو قوافل بالجمال تنقلك إلى العراق أو مصر أو الشام.
— السفر له مشاق فإذا قرر رحالة السفر من مصر إلى جهةٍ أبعد سواء شرقاً أو غرباً، ما عليه إلا أن يؤجر جملاً وطباخاً وشخصاً آخر مساعداً، ومعه خيمة تنصب في أرض فضاء.
— لكن أصعب شيء في ذلك الزمن هو تلك الأوبئة التي تقضي على الناس مثل الطاعون والجدري والسل، حيث قد تختفي أسر بأكملها بسبب تلك الأوبئة -أبعدها الله عنا، أو الحروب حيث القوي يغزو الضعيف وتتغير الأحوال.
السؤال بعد 100 سنة من الآن أو قبل ذلك، كيف هي أحوال البشر؟ حتماً متغيرة وقد يصبح كل شخص عنده طائرة صغيرة فوق سطح منزله... ممكن ليش لا...؟!