رشاد أبو داود
جاءه الأب فرحاً. أُعجب بما رسم ابنه. قال له «جميل.. جميل، لكن لمن هذه الغرفة الصغيرة على مدخل الفيلا»، أجابه الابن: «إنها لك يا أبي عندما تصبح عجوزاً مثل جدي الذي يعيش في الغرفة التي عند بوابة بيتنا هذا».
بكى الأب، وكأن ابنه الصغير أيقظه من عقوق مارسه طويلاً مع أبيه، فخصص أجمل وأوسع غرفة في الفيلا لأبيه، وأخذ يعامله مثلما يعامل أبناءه. يطمئن عليه عندما ينام، وفي الصباح يجلسه بجانبه عند الإفطار، وقبل أن يخرج إلى عمله، يطلب من زوجته أن تسأل الوالد بحنان عما يحب أن يأكل على الغداء، وأن لا تنسى أن تعطيه دواءه في موعده.
قالت: أنتظر ولدي، ذهب إلى المتجر المقابل وسيأتي بعد قليل، فشك في أمرها لأنها بقيت وقتًا طويلًا وقد تأخر الوقت. فانتظر ساعة كاملة ولم يأتِ أحد لأخذها، قال الرجل في نفسه، لا أظن أن أحداً سيأتي بعد هذا الوقت ليأخذها، فذهب إليها مرة أخرى وكرر السؤال.