: آخر تحديث

العمل الخيري تاجٌ على الرؤوس

1
1
1

عبدالعزيز الفضلي

حزن الكثير من أهل الكويت عندما تناقلت الأخبارُ بعضَ القرارات الوزارية والتي بموجبها تم إيقاف التبرع للجان الخيرية عبر الروابط أو التحويلات الداخلية من حساباتهم في البنوك.

ثم جاء قرار إغلاق مقرات اللجان الخيرية داخل المناطق، مما يعني أنه على من أراد التبرع أن يتجه إلى المقرات الرئيسية لهذه اللجان ويقطع عشرات الكيلومترات من أجل دفع صدقته، بينما كان في السابق يدفعها خلال دقيقة واحدة وبضغطة زر!

وزاد الحزن عند سماع خبر توقف دفع المساعدات للمحتاجين في الداخل والخارج!

أي توقف وصول كفالات الأيتام ورعاية المرضى وإطعام الجائعين والمصاريف التعليمية للطلبة الدارسين، ووقف بناء المساجد والمستشفيات ومراكز القرآن وحفر الآبار وغيرها من المشاريع الخيرية!

لقد عُرفت الكويت منذ القِدم بجهودها الخيرية ومساعداتها للمحتاجين في الداخل والخارج، حتى استحقت لقب (رائدة العمل الإنساني).

العمل الخيري ليس فقط أموالاً تُدفع، بل هو استقرار أسري، وتضامن مجتمعي، وصيانة للنفوس، وترسيخ للقيم الإنسانية، وزيادة في الترابط بين أفراد المجتمع، وتدريب على قيمة العطاء، وتطهير للنفس من مرض البخل والشح.

قبل الهجوم على المؤسسات الخيرية من قبل بعض ضعاف النفوس، نقول تذكروا أدوارها في الأزمات الداخلية كمثل جائحة كورونا وكيف ساهمت هذه اللجان بدعم جهود الدولة من أجل تجاوز آثار هذه الجائحة.

انظروا إلى دورها في خفض مستويات الجريمة من خلال سد حاجة الضعفاء كي لا يتجهوا إلى الكسب الحرام، اقرأوا عن مساهماتها في سداد ديون الغارمين، وتمكين مئات المساجين من لم شملهم مع أسرهم.

لا نشك بأن الوزارة اتخذت مثل هذه الإجراءات من أجل تنظيم العمل الخيري، ومعالجة بعض الأخطاء التي لا يخلو منها أي عمل.

لكن المأمول ألا تطول هذه الإجراءات وألا تتأخر تلك المساعدات، فهناك أفواه جائعة كانت تدعو لنا بالخير والأمن والاستقرار ودوام رغد العيش انقطعت عنها اللقمة التي تسد جوعها، وهي في انتظار من يعيدها.

X: @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد