: آخر تحديث

ألمانيا لم تتعلّم من درس الهولوكوست

0
0
0

سلطان ابراهيم الخلف

ألمانيا متهمة بارتكاب ما يسمى بجريمة المحرقة أو الهولوكوست ضد اليهود. حتى جعل اليهود المحرقة أسطورة، كما يقول الأسقف ريتشارد وليامسون، ممتعضاً، يرددها اليهود على مسامع العالم كل عام.

اليهود لم يكونوا الوحيدين الذين استهدفهم النازيون الألمان، فقد كان الشيوعيون والمعارضون للحكم النازي ضمن المستهدفين. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة النازيين، اضطرت الحكومة الألمانية الجديدة بتعويض اليهود المتضررين من الهولوكوست في أوروبا، وكان معظم أموال التعويض يوجه للكيان الصهيوني، باعتبار أنه الوصيّ على يهود العالم، مع أن غالبيتهم لا ترغب في العيش في فلسطين المحتلة تحت الحكم الصهيوني العنصري المتطرّف.

وكان من الأمور التي اتفق عليها الحلفاء المنتصرون في الحرب هو التعهّد بعدم السماح بتكرار الهولوكوست مرّة أخرى. وحينها تحوّلت ألمانيا إلى بقرة حلوب للكيان الصهيوني، حتى تكفّر عن خطيئتها في المحرقة، بل أصبحت وسائلها الإعلامية بوقاً يدافع عن جرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة، وهي حالياً على رأس الدول الأوروبية التي تمدّ الجيش الصهيوني بالسلاح والقنابل، وتساهم في إعادة مشهد الهولوكوست، ولكن هذه المرّة على سكان غزة المحاصرين، كما تقمع المتظاهرين من مواطنيها الألمان الذين يطالبونها بوقف الدعم العسكري عن الصهاينة.

ألمانيا اليوم تقف في الجانب الخطأ مع الإرهابي نتنياهو، المطلوب اعتقاله كمجرم حرب، وتتصرّف بلا مسؤولية إنسانية ولا مصداقية.

لعل انحياز ألمانيا الكامل للكيان الصهيوني، يعكس تحامل الإعلام الألماني الرسمي على العرب. ففي تقرير لقناة DW الألمانية التلفزيونية، في السابع من مايو الجاري، تحدث التقرير عن البطالة في بعض دول العالم، ومنها الكويت. ومما يلفت الانتباه، عدم حيادية التقرير، وخروجه عن موضوع البطالة في الكويت، حيث تحدّث عن بيع وشراء عمال المنازل، بأسعار مختلفة، وكأن في الكويت سوق نخاسة، يتم فيها شراء وبيع البشر. وأظهر التقرير موظفة منقبّة مجهولة الهوية، تشكو من الفراغ في العمل، تتحدث نيابة عن الموظفات في الكويت، كما أظهر التقرير موظفاً مجهول الهوية، يشكو من البطالة، يتحدث نيابة عن الموظفين الكويتيين، بينما أظهر التقرير مجموعة من الشباب والشابات الطليان وهم يستمتعون بحياة البطالة، بإقامة الحفلات الغنائية الراقصة، مبرّراً ذلك، بكونهم ينتمون إلى أُسر غنيّة، تغنيهم عن الوظيفة، حسب ما أفاد التقرير.

اعتادت الحكومة الألمانية باستمرار على تكذيب حدوث إبادة في غزة، فبعد أن أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها في ديسمبر 2024، متهمة الكيان الصهيوني بارتكاب جريمة إبادة في غزة، سارعت وزارة الخارجية الألمانية وعلى لسان المتحدّث الرسمي لها سباستيان فيشر، بعدم الاعتراف بجريمة الإبادة، الأمر الذي يدل على أن ألمانيا لم تتعلّم من درس الهولوكوست الأوروبي، ولم تتخلَ عن سلوكها النازي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد