: آخر تحديث

مستقبل الشرق الأوسط

2
2
2

خالد بن حمد المالك

لا تتوانى أمريكا ومثلها إسرائيل عن تكرار الحديث بشأن تغيير في الشرق الأوسط، دون الدخول بالتفاصيل، لكن من الواضح أن المقصود بهذا التغيير ومداه أنه توجُّه استعماري بامتياز، عطفاً على ما اعتدناه وعرفناه عن الدول الكبرى، وتلك التي تملك القوة العسكرية.

* *

هل المقصود بالتغيير احتلال فلسطين كلها لصالح إسرائيل، استثماراً لانتصارها في حرب ما تلا أحداث السابع من أكتوبر، وبالتالي يتم تهجير الفلسطينيين ما بين دول مجاورة لإسرائيل، وآخرين إلى دول بعيدة كأمريكا والدول الأوروبية للاستفادة من المتميزين في تخصصاتهم، أم أن التفكير يتجه إلى ما هو أبعد؟

* *

التغيير في المنطقة في غير ما هو قائم، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في دولته على أراضي ما قبل العدوان الإسرائيلي عام 1967م لو تم فهو انتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدولية، وجر العالم إلى حروب دموية لن ينجو منها أحد، ما يجعل الظن بصدق هذا التوجه ليس وارداً، وأنه لا يعدو أن يكون أوهاماً.

* *

منطقة الشرق الأوسط منطقة مهمة أمنياً واقتصادياً وسياسياً، ولا ينبغي العبث بها، بتصريحات استفزازية، أو محاولة لإنقاص حقوق دولها بالمساس بأمنها واستقلالها، اعتماداً على تفوق عسكري مرحلي، بينما لدى دول المنطقة من القدرات ما يمكنها من حماية دولها، ومنع وصد أي إضرار أو تهديد يخطط لها.

* *

كل هذا، ونحن نستبعد أن تُجَرَّ المنطقة إلى حروب عبثية، لكن التصريحات الاستفزازية من أمريكا وإسرائيل وإن كان الظن بأنها غير جادة، إلا أنه لا ينبغي أن يلوَّح بها، لأنها توغر الصدور، وتعزز الخلافات، وتباعد في مسافات حل الخلافات بالحوار والتفاهم السلمي، والتعاون لما فيه مصلحة كل الأطراف.

* *

ولا ينبغي أن تؤخذ مثل هذه التصريحات على محمل الجد، وفي المقابل يجب عدم إغفالها، أو التسامح معها، وينبغي أن تكون ضمن أجندة هذه الدول، وضمن ملفات الاهتمام بها، حتى يكون الصد جاهزاً عند الضرورة للدفاع عن النفس والحقوق، استناداً إلى القوة العسكرية التي يجب أن تمتلكها هذه الدول للدفاع عن نفسها ضد أطماع الآخرين.

* *

سوف تظل منطقة الشرق الأوسط، مصدراً للسلام، وعنواناً بارزاً لاستقرار العالم، ووجهة لإثراء دول العالم اقتصادياً، واليد الممدودة للتعاون مع كل الشعوب بمحبة وتقدير واحترام، بعيداً عن الاحتراب، والعداوات، والمشاريع المشبوهة التي لا تخدم أحداً.

* *

إن اندفاع أمريكا نحو إسرائيل، وقبولها بما تراه حكومتها العنصرية من أعمال إرهابية، وممارسات لا إنسانية، ودعم واشنطن لها في حروب إسرائيل الإبادية، واستخدام تل أبيب لهذا الدعم العسكري الأمريكي بقتل الأبرياء وهدم المستشفيات والمدارس ودور العبادة يجب أن يتوقف، حتى لا تشوه صورة الولايات المتحدة بأكثر مما هي عليه بفعل ما تقوم به إسرائيل من عدوان يخالف القيم الإنسانية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد