عبدالله خلف
رُوي عن النبي، عليه الصلاة والسلام، قوله، اختبروا الناس بأصحابهم... قال مُجاهد، إني لأنتقي الإخوان كما أنتقي أطايب الثّمر..
امحض مودتك الكريم، فإنما
يرعى ذوي الأحساب كل كريم
وإخاءُ أشراف الرجال مروءةٌ
والموتُ خيرٌ من إخاءِ لئيم
وقال يحيى بن أكثم:
وقارن إذا قارنت، حُرّا فإنما
يزينُ ويزري بالفتى قُرناؤه
إذا المرء لم يختر صديقاً لنفسه
فناد به في الناس: هذا جزاؤُه
ورُوي أن سليمان بن داود، قال لا تحكموا للرجل بشيء حتى تنظروا من يخادن.
قال عدي بن زيد العبادي:
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينهُ
فإن القرين بالمقارن مقتد
إذا ما رأيت الشر يبعث أهلَهُ
وقام جُناةُ الشر للشر فاقْعدِ
وقال عُتبه بن هبيرة الأسدي:
إن كنتَ تبغي العلم أو أهله
أو شاهداً يُخبر عن غائب
فاختبر الأرض بأسمائها
واختبر الصاحب بالصاحب
من ذا الذي يخفى عليــ
ـــــك، إذا نظرت إلى قرينه
وعلى الفتى بطباعه
سمة تلوح على جبينه
ولا تصحب أخا الجهل
وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى
حليماً حين آخاه
وللشيء من الشيء
مقاييس وأشباه
يقاس المرء بالمرء
إذا ما المرء ماشاه
وللقلب على القلب
دليلٌ حين يلقاهُ
فليؤاخ الأديب أكفاءه، وليصحب نظراءه، ومن يأمن من غدره، وغِبّ أمره، وبوائق شره، وأنى يكون ذلك! ولن يجتمع إلا في أهل الحياء، فمنهم كرم الوفاء، وإذا اجتمع الحياء والوفاء صحّ الإخاء.
وقال عبدالله بن طاهر:
لا دواء لمن لا حياء له، ولا حياء لمن لا وفاء له، ولا وفاء لمن لا إخاء له، ولا إخاء لمن أراد أن يجمع بين أهواء أخلّائه حتى يحبوا ما أحب ويكرهوا ما كره.