حمد الحمد
في عالمنا أحداث مؤلمة في غزة والسودان وفي المخيمات وأنا في حالة سهو تأتي ابتسامة، عندما أتذكر حدثاً ما ومنها:
— في يوم، طبيب المستوصف سلمني تحويلاً لمركز العيون في الخالدية بسبب احمرار في عيني، أخذت التحويل ووصلت إلى المركز وقدمته إلى الممرضة، وكانت عربية وتجلس على كرسي، رفعت رأسها بابتسامة وقالت لي (عمرك 16 سنة؟)، استغربت من كلامها وقلت (نعم) قالت (مكتوب عمرك 16 سنة) قلت (كيف؟) قالت (لأن التحويل باسم بنت عمرها 16 سنة واسمها فلانة الفلانية) خطأ طبيب بسيط!
— كان زميلي بالعمل شاباً مزهواً بنفسه وطويل القامة، وكان فرحاً لأنه في السنة الأولى من العمل حصل على مكتب وكرسي هزاز، وفي يوم دخلت عليه إلا هو مرتبك قلت (عسى ما شر؟) قال (قبل قليل كان لدّي مقابلة مع موظف، وكنت أتحدث وأهز الكرسي، حتى انقلب الكرسي للخلف وأصبحت أقدامي فوق ورأسي تحت، وغترتي جهة وعقالي في جهة أخرى. يقول بحثت عنها وعدت ووضعت الغترة على رأسي، فيما الموظف متجمد في مكانه، وأكملت المقابلة، لكن في داخلي شيء آخر).
— أذكر أنه روى لنا الأستاذ عبدالله خلف، أنه كان عندهم في الإذاعة شخص فلسطيني وهو مذيع أو مخرج اسمه الأول أبوذر الغفاري. وهذا الاسم لصحابي، المهم أبوذر الغفاري كان يستاء من الفنانة مريم الغضبان، رحمها الله، لأنه كلما شاهدته سألته (شلون ابنك ذر؟ وشلون زوجتك أم ذر؟) ويرد (يا أستاذة أنا ما عندي ولد اسمه ذر ولا زوجتي عندها)، وكلما شاهدته أعادت السؤال، حيث كانت تعتقد أن له ابناً اسم ذر!