: آخر تحديث

الله يبشرك بالخير بوفيصل

3
4
3

في لقاء تلفزيوني كان واضحاً من دون لا لف ولا دوران، مباشر ومن دون مواربة.. رد النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف الصباح، على كثير من التساؤلات، وبعض اللغط والقيل والقال.. كان أبوفيصل نجماً صامداً متحدياً مواجهاً.

أكثر أمر أسعدني في اللقاء، الذي أجراه الإعلامي السعودي المميز، علي العلياني، في برنامج «مسرح الحياة» على قناة الراي، هو ما تفضّل به حين قال: إن هناك «هيئة للجنسية» سيتم إنشاؤها، هيئة مستقلة، وهي في طور استكمال كل الإجراءات ذات العلاقة.

هيئة الجنسية، التي نادينا بها مراراً وتكراراً، ستكون كالدواء الواقي لكثير من أمراض الفساد، التي طالت ملف الجنسية، الذي أثار، بعد فتحه، زوبعة صفّقت لها أغلبية الشعب الكويتي، فيما ارتعب منها وعارضها البعض الآخر.

من ارتعب وعارض هو من خالف، إما بشكل مباشر وإما غير مباشر، أو بمسؤولية مباشرة منه، أو بمسؤولية من سهّل له هذه المهمة ووقّع له على قرار الحصول على الجنسية، من دون استكمال كل شروط الحصول عليها، هو ارتعب من فتح ملف تزوير الجنسية وخاف منه، ومن ثم عارضه وما زال، إلا أن هذه الصحوة والزوبعة بفتح ملف التزوير.. كانت في النهاية «حتماً» لا بد منها، حيث فاحت رائحة التزوير النتنة في إطار الفساد، الذي انتشر في البلاد حقبة من تاريخ الكويت لأسباب متعددة، يقودها مبدأ «إذا غاب تطبيق القانون زاد الفساد».

‏هيئة الجنسية ستكون هيئة مستقلة، تضم مسؤولين وأشخاصاً من أصحاب العلاقة، ومن جهات مرتبطة بموضوع الجنسية بشكل مباشر أو غير مباشر، وبعيدة عن كل الضغوطات التي مارسها في السابق مسؤولون كبار في بعض السلطات بالدولة وبعض من يملك حق القرار.. بمنح الجنسية الكويتية لمن لا يستحقها وفق الشروط اللازمة.

نعم ، ربما حصلت بعض الثغرات في سحب الجنسية من البعض، إلا أن إعلان إنشاء «لجنة تظلمات»، لمن سحبت منهم الجنسية الكويتية، هو إجراء موفق ومطلوب لمن يجد أن من حقه أن يتظلم.

‏نتمنى نحن أهل الكويت أن يبقى موضوع الجنسية الكويتية في إطاره القانوني الملتزم، وألا يخضع لأي ابتزاز أو محاولات من أصحاب سلطة في أي مكان، وما كان حزم حضرة صاحب السمو أمير البلاد، والإصرار على تنظيف ملف الجنسية، إلا رد فعل على شعور عام بأن الجنسية الكويتية أصبحت هبة، وأصبحت مدخلاً للانتفاع بكثير من مميزاتها، التي يسيل لها لعاب الكثيرين.

‏سؤال طرحه المحاور، في هذا اللقاء، أن هناك من يرى أن موضوع الفساد أهم من موضوع تزوير الجنسية، الذي كان لا بد من تسليط الضوء عليه قبل فتح ملف تزوير الجنسية.

ولي وجهة نظر في هذا الموضوع، بأن تزوير الجنسية هو أكبر فساد حصل في تاريخ الكويت، فمن يسرق أموالاً، مهما كانت كبيرة، لا توازيها أبداً سرقة وطن كامل، وحقوق كثير من الشباب الكويتي وأهل الكويت.

امضِ قُدماً معالي الوزير بوفيصل، فخطواتك الجريئة والقوية لا يقوم بها إلا من يحب الكويت ويصر على الحفاظ عليها، أما المترددون والخائفون والضعفاء فهم من أوصلونا إلى الوضع الذي نتحدّث عنه.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.