علي الزوهري
في عالم التواصل الاجتماعي، المضمار التي يشهد تسابق من يحصل على أكثر المشاهدات، من يعلن أكثر، من يحصل على المال أكثر والشريحة المستهدفة أو المستقبل، ربما يكون ليس ذا أولوية عند البعض، وأما الآخر يهمه مستوى التأثير الإيجابي وإيصال رسائل ليست محفوظة كالعادة.
ظهرت فئة جديدة من المؤثرين وطبيعي أن يكون هذا لقبهم، لأنهم يمتلكون القدرة على التأثير على آراء وتصرفات المتابعين المغيبين عن الهدف الرئيسي من المستخدمين. حتى تكون الفكرة واقعية هؤلاء الأفراد، المعروفون بمؤثري التواصل الاجتماعي، أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المشهد الإعلامي الجديد، لكنّ هناك سؤالاً عقلانياً يطرح نفسه، مع تطور هذا المشهد، ظهر تساؤل صريح حول دور مؤثري التواصل الاجتماعي: هل أصبحوا مؤثرين حقيقيين أم مجرد معلنين؟
المؤثر، من وجهة نظري المتواضعة، هو إنسان يمتلك القدرة على التأثير على آراء وتصرفات الآخرين من خلال خبرته ومهاراته المعرفية.
ويمتلك قاعدة جماهيرية تعودت على طرحه، ويعتبر مصدراً موثوقاً لما يقدمه هذا إذا كان حقيقياً بالتأكيد، وأما المعلن، من المفهوم الحقيقي له، هو شخص يروج لمنتج أو خدمة معينة مقابل مبلغ مالي، وقد لا يمتلك خبرة أو مهارات في المجال الذي يروج له أو حتى تعمق فيه، ولكنه يمتلك شريحة من المتابعين، لأنه غالباً ما يكون هدفه الأساسي هو الترويج للمنتج أو الخدمة فقط.
فلماذا أصبحنا نرى مؤثري التواصل الاجتماعي معلنين ويسيرون في سفينة واحدة، أليس من الظلم بأن يكون مسمى صاحب الهدف السامي والإنساني مختلفاً عن ذلك الشخص المادي والمهتم بالمال أكثر من شيء آخر، ويحصل كلا الطرفين على الفائدة، حيث يحصل المؤثر المعلن على مكافأة مالية، وتحصل العلامة التجارية على عرض أكبر لمنتجاتها أو خدماتها.
لماذا لا نرى أو يوجد تعريف جديد نفرق به بينن المؤثر والمعلن، المؤثر شخص عظيم صاحب رسالة لا يجب أن نخلط بينهما أبداً، أرى أنا استغلال مفهوم صفة مؤثر أصبح مبالغاً به كثيراً لدرجة استغلال الكثير من الأشخاص له فقط ليكون حاضراً في كل المناسبات. فرضت بعض الدول قوانين تلزم المؤثرين بالإفصاح عن المحتوى المدفوع باستخدام هاشتاجات مثل #إعلان أو #رعاية. هذه الخطوات كانت بمثابة اعتراف بصفة المؤثرين وتحولهم إلى وسطاء إعلانيين، لكثير من المشاريع، لكن التطبيق لا يزال ضعيفاً في كثير من المنصات.