عبدالعزيز الفضلي
القوي الشجاع يعتزّ به الأب والابن والأخ والصديق والقبيلة والجماعة والحزب والدولة والأمة! فلولا شجاعة وقوة عنترة لما اعترفت بنسبه قبيلة عبس!
ولولا قوة وشجاعة المقاومين في غزة لما أصبحوا مصدر عز وفخر لأهل غزة وفلسطين بل وللعالم الإسلامي بأسره.
القوة ضرورة لحياة الناس، فبِها تُكْتَسب الحقوق، ومن خلالها تُحفظ الممتلكات.
يقول الشيخ محمد رشيد رضا «كُن قويّاً بالحق، يعرف لك حقّك كل أحد».
وكانت العرب تقول: (الاستعداد للحرب يمنع الحرب).
وعندما تحمل العصا بيدك تهابك الكلاب.
بالقوة استطاع الأفغان تحرير بلادهم من المحتل، وبالسلاح أرضخوا أعتى القوى العالمية، فخلال المفاوضات مع الأميركان، اشترطت أميركا أن تُلقي طالبان السلاح لاستكمال المفاوضات، فقال «ذبيح الله» المتحدث باسم الحركة: «لولا هذا السلاح لما جلستم معنا منذ البداية».
بالقوة حرر الجزائريون بلادهم، وبالقوة تمكنت حماس والمقاومة من حماية أهل غزة من أن تُحْتلّ أرضهم، أو أن تُستَباح بَيْضَتُهم، وبالقوة جعلوا الصهاينة يقبلون بوقف إطلاق النار، وبالقوة استطاعوا إخراج الأسرى الفلسطينيين من أصحاب المؤبدات من سجون الصهاينة رغم أنوفهم.
لذلك، واهِمٌ من يعتقد أن المقاومة في غزة أو جنين أو عموم الأراضي المحتلة في فلسطين من الممكن أن يفكرّوا في إلقاء سلاحهم.
لقد أمرنا الله تعالى أن نبذل أسباب القوة بمختلف أنواعها فقال: «وأعِدّوا لهم ما استطعتم من قوة» (سورة الأنفال)، قوة السلاح والاقتصاد والعلم والإعلام والسياسة، قوة الاجتماع وعدم التفرق، «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» (سورة آل عمران)، قوة التوحد وعدم التنازع، «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» (سورة الأنفال).
كم تفطرت قلوبنا، وانكسرت نفوسنا، وملأت الدموع مآقينا، ونحن نرى دماء وأشلاء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ دون أن نتمكن من حمايتها.
إن ديننا ومقدساتنا وأراضينا ودماءنا وأعراضنا وأموالنا أمانة في رقبة الكل: أفراداً وجماعات، جهات شعبية أو رسمية، وقد وجب على الجميع أن يؤدي أمانته، فيبذل أسباب القوة قدر استطاعته «وأعِدّوا».
X: @abdulaziz2002