حمود أبو طالب
خلال منتدى دافوس الذي انتهى مؤخراً قال السيد لاري فينك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك التي تدير أصولاً تقدر بحوالي 11 تريليون دولار: «لم أشهد قط حكومة أكثر تعاونًا، حيث يعمل الوزراء بروح الفريق ويتشاركون في نفس المهمة الإيجابية كما هو الحال في السعودية».
ما قاله السيد لاري هو ما يلاحظه جميع المتابعين لأداء الحكومة السعودية في الداخل والخارج، ويعود سببه إلى القاعدة التي ذكرها سمو ولي العهد عندما سُئل عن معاييره في اختيار فريق عمله فأجاب: «الكفاءة والقدرة والأهم الشغف وحب العمل بشكل شخصي». هذه هي القاعدة الذهبية التي تقف خلف النجاحات المبهرة التي أصبحت تحققها المملكة في برامج رؤيتها المختلفة التي تمضي بوتيرة سريعة ومعايير عالية الجودة، وأصبحت تحقق بعض مستهدفاتها قبل موعدها. الجميع يلاحظ روح الانسجام والتناغم والتفاهم والتعاون بين فريق العمل الذي يقود الوزارات والهيئات الحكومية، لم يعد أحد يغرد خارج السرب كما كان سابقاً، انتهى ذلك الوقت الذي كان كل مسؤول يعمل باجتهاداته الفردية، وأيضاً انتهى الوقت الذي كانت تمنح فيه المناصب للتكريم والمجاملة. المسؤولون الكبار الآن هم الأكثر خضوعاً للمتابعة والتقييم والمحاسبة وفق معايير أداء دقيقة وصارمة. لم يعد المسؤول الكبير يتبختر بمنصبه ووجاهته سنوات طويلة دون معرفة ما الذي أنجزه، بل أصبح مثقلاً بمسؤولية الأداء في ورشة عمل كبرى لا تقبل التباطؤ أو الجودة المتدنية. الإتقان والسرعة هما شعار المرحلة، والوطن مليء بالكفاءات في كل المجالات، وذلك ما يتيح استبدال المتقاعس بأفضل منه.
وبالعودة إلى منتدى دافوس فقد أصبح الحضور السعودي فيه بارزًا خلال الدورات السابقة، وكل عام يزداد توهجاً وألقًا واستقطابًا لاهتمام العالم. هذا العام تكون الوفد من تسعة وزراء كانوا الأبرز في طروحاتهم وحواراتهم ونقاشاتهم في مختلف محاور المنتدى، يتحدثون بلغة بليغة ودبلوماسية رفيعة، سلاحهم الأرقام والإحصائيات والحقائق التي تدعم أقوالهم. لم يعد للكلام الإنشائي قبول في عالمنا اليوم، ولذلك أصبحت المملكة تتحدث بلغة الحاضر، لغة الأرقام الحقيقية التي تؤكد النجاحات وتفرض احترام العالم لها.