: آخر تحديث

مذكرات وذكريات

7
7
5

جابر الهاجري

توثيق أي حقبة يعتمد على كاتب هذه المذكرات؛ حيث نشاهد تلك الفترة من الزمن من خلال رؤيته لها، وتدوينه الشخصي لأحداثها.

المذكرات هي تسجيل حقيقي لفترة زمنية معينة، وبوجهة نظر معينة أيضاً.

الذكريات شريط يمر في الذاكرة، وليس بالضرورة أن تكون ألوانه زاهية، قد تعتري هذا الشريط وصلات رمادية أو سوداء داكنة، وقد يكتبها العقل الباطن باللون الأحمر النازف، تدور الدوائر على من حاول تضليل العدالة، وتحاصر شيطان تلك النفس المريضة، وكلما مرت الأيام تقترب الأمور من نهاياتها، ويا لها من خواتيم ستكون مروعة.

ليس من السهل أن يحلل الإنسان ما حرم الله على نفسه وهو الظلم، وأصبحت مناظر الظلم في عصرنا الحديث عادية، مجازر الصهاينة في غزة مثال صارخ على التعود على الظلم، بل وأحياناً أصبحت المشاعر متبلدة تماماً، أي مذكرات سيكتبها الأطفال الصغار عندما يكبرون، من فقد والديه ومن فقد عائلته كاملة وأصبح معاقاً بلا رجل أو يد؟

ذكريات قاتمة قاتلة موجعة، والظلم ظلمات في الدنيا والآخرة، ذكريات تمر على كل مناّ بحلوها ومرّها، والزمن يجري بسرعة مخيفة، وعملك يا صاحب العمل، «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره»، وإن كان مثقالها شراً فهو محاسب عليه، عندما تختنق من سكرات الموت، ستمر كل الذكريات أمام عينيك، ووقتها يكون فات الفوت، ولن ينفعك جشعك ولؤمك وتعديك على حقوق غيرك، ولن ينفعك شيطانك الذي أطلقت له العنان ليعبث في من آواك ذات يوم واحتضنك! دمتم بخير.

jaberalhajri8@


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد