عبدالعزيز التميمي
أعلى ثلاث فوهات بركانية راكدة تشكل جبال كلمنجارو، أو كما يسميها العرب جبال القمر، هي العلم الفاصل بين كينيا اليوم وزنجبار الأمس التي كانت مقصد سفن (السفار) التي كنت تجلب الأخشاب و(البهارات) التوابل المطعمة للأكل وثمار (النارجيل) جوز الهند.
وتنزانيا التي فرضت على الجبل والمحيط بأكمله الحماية البيئية بها أعلى ثلاث قمم جبلية في كل أفريقيا، أعلى قمة من الفوهات البركانية الثلاث يطلق عليه اسم (كيبو)، وهي كذلك أعلى قمة منفصلة لا ترتبط بسلسلة جبال في العالم تضم منتزهات محمية ذات حرارة معتدلة ربيعية يمر عليها موسمان للأمطار مع تراكم الثلوج على القمم الثلاث تساهم في تغذية الجداول وري الكائنات الفطرية والحيوانات التي تعيش في هذه الأحراش المحمية بمظلة أممية باعتبارها متنفساً عالمياً.
أهل تلك المقاطعة يتحدثون اللغة السواحلية القديمة ضمن شعوب متنوعة مختلفة الثقافات والمهن والأعراق، والمعتقد منهم المتخصصون في صيد الأسود بالرماح وغيرهم يمتهن رعي الأبقار، وهناك رعاة المواشي مع مجموعات أخرى تعيش في الأدغال، وأكثرهم نزحوا منها إلى المدن التنزانية أو الكينية.
هذه الرقعة من الطبيعة تزورها ملايين الحيونات المهاجرة في مواسم محددة تعرفها تلك الحيوانات بفطرتها. «سكانها» الثابتون من الحيوانات هي الأسود والضباع والتماسيح، هذه الضواري التي ارتبطت بموطنها ولا تغادرها مع الحيوانات المهاجرة وتعود معها لتضمن طعامها باستمرار فتنتظر بشيء من الجوع والصبر لتصطاد منها ابتداءً من المعابر النهرية حيث التماسيح الضخمة أو السباع التي على الضفة الأخرى من النهر تستقبل الحمر الوحشية والجاموس المتوحش والحيونات الأخرى التي لا معبر لها إلى سهول كلمنجارو الخضراء والسافانا الجميلة الغنية بالأشجار والنباتات المختلفة الأنواع والارتفاعات العالية كشجر الاكاسيا على سبيل المثال.
كلمنجارو أو جبال القمر عجيبة من عجائب الدنيا، فالثلوج تغطي قممها الثلاث ليلاً لتنساب منصهرة بعد شروق الشمس لتروي الزروع والكائنات المختلفة فسبحان الله الذي خلق وأبدع في خلقه العجيب.