: آخر تحديث

التصعيد بين إسرائيل وأمريكا والحوثيين

2
2
2

خالد بن حمد المالك

منطقتنا لا تتحمّل المزيد من الحروب، والكثير من التصعيد، وخلق مبررات لإذكاء نار القتال بين دولها، وهي في هذه المرحلة أكثر ما تكون حاجتها إلى الاستقرار والهدوء وتجنب ما يؤدي إلى زعزعة الأمن في المنطقة.

* *

إن أي تصعيد بين إسرائيل وأمريكا والحوثيين أياً تكن الأسباب، من شأنه زيادة العنف، واستمراره، وسوف يقود إلى تعقيد الأوضاع وتفجّرها بشكل أكبر وأخطر، بينما هناك فرص أخرى لنزع فتيل التوتر.

* *

وعلى المجتمع الدولي أن يسترشد بدعوات المملكة المستمرة للاضطلاع بمسؤولياته، والتكاتف لإيجاد حل للأزمة والتصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، والتجاوب مع وقوف المملكة إلى جانب الشعب اليمني الشقيق.

* *

لقد قدمت المملكة منذ اندلاع الأزمة في اليمن الكثير من المبادرات لإيجاد حل سياسي شامل، تتفق عليه جميع المكونات اليمنية، بما يعزِّز أمن واستقرار اليمن ومواطنيه، ولا يزال هذا نهجها وسياستها مع الوضع غير المستقر في اليمن.

* *

وهي بذلك تنأى بنفسها عن أي تصعيد، وتقف إلى جانب الشعب اليمني، مشددة على أهمية اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.

* *

ولم يعد هناك حاجة للتذكير بأن المملكة تعد شريكاً رئيساً وفاعلاً في الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى وقف التصعيد العسكري في المنطقة، خاصة ما تشهده اليمن من صراع مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

* *

وأكثر ما يهم قيادة المملكة وتحرص عليه أن يتحقق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، والانتقال بها من مرحلة النزاعات إلى مرحلة يسودها الاستقرار والأمن، والتركيز على تحقيق تطلعات شعوب المنطقة، نحو مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والتكامل الاقتصادي.

* *

ولأن المملكة يهمها أن ينعم الشعب اليمني الشقيق بحالة من الأمن والاستقرار، وأن يتجاوز ما يمر به من أزمات إنسانية واقتصادية، فقد كانت على الدوام الشقيق المخلص لليمن، متفاعلة وبشكل فوري مع الوضع الإنساني في اليمن، حيث قدمت المساعدات الاقتصادية والإنسانية والتنموية، وأسهم ذلك في إنقاذ الاقتصاد اليمني، وإنقاذ الشعب اليمني من الأزمات التي تواجهها بلاده، وآخرها ما تم قبل يومين بدعمها لليمن بـ500 مليون دولار.

* *

لقد عانى اليمن من الصراعات والحروب ما لا فائدة له من استمرارها، وآن لكل الفرقاء من حكومة شرعية وميليشيات حوثية أن يطووا الخلافات فيما بينهم، ويوحِّدوا صفوفهم، ويتعاونوا على ما فيه الخير والاستقرار للشعب، بعيداً عن الاحتراب.

* *

وآن لأمريكا وإسرائيل والحوثيين أن يتوقفوا عن هذه المناوشات التي لا تخدم أي طرف، وإنما تساهم في زيادة وتيرة الصراع في المنطقة، وتأخير إيجاد حل للأزمة اليمنية المتفاقمة، بين الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية، بينما هناك فرصة مواتية لتقريب وجهات النظر فيما بينهم من خلال الحوار الحبي، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد