خالد السليمان
لم أتخيل يوماً أن أكون ضحية للصوص رحلات الطيران الذين يسرقون المتعلقات الشخصية أثناء نوم الركاب وإطفاء الأنوار خلال الرحلات الطويلة، خاصة وأنني ممن يحذرون الأقارب والأصدقاء منهم، وخلال هذه الرحلة حذرت رفيق سفري قبل الإقلاع من إهمال متعلقاته الشخصية، لكن المحظور وقع علي أنا !
عادة لا أحمل مبالغ نقدية كبيرة، مبلغ محدود من باب الاحتياط فيما لو تعطل عمل الدفع الإلكتروني، وعندما اكتشفت اختفاء هذا المبلغ من الحقيبة شعرت بالأسى رغم أنه مبلغ قليل، وتخيلت لو أنني مبتعث أو مغترب أو مهاجر، فهؤلاء يعني لهم أي مبلغ مهما صغر الشيء الكثير !
تذكرت صديقي الطيار الذي كثيراً ما يروي لي عن قصص الإمساك بركاب يمارسون السرقة على متن الرحلات التي يقودها، وكانت آخرها قصة راكب ترانزيت تم ضبطه الأسبوع الماضي وهو يفتش بعض الحقائب أثناء فترة إطفاء الأضواء ونوم الركاب، وسارعت لإرسال رسالة نصية ساخرة له أخبره فيها بأنني وقعت ضحية رغم الحذر وشر البلية ما يضحك !
قلت لرفيق الرحلة ألا يفكر هؤلاء اللصوص بأثر سرقاتهم على مسافرين مساكين كالمبتعثين والمغتربين والمهاجرين تعني لهم هذه الأموال المسروقة كل شيء لتنظيم حياتهم وتلبية احتياجاتهم ؟! فقال هم لصوص متجردون من إنسانيتهم ولا يعني لهم ذلك شيئاً !
رغم أنني ممن انطبق عليهم مثل (يؤتى الحذر من مأمنه)، إلا أن الواجب على المؤمن ألا يلدغ من جحر مرتين فأكون أكثر حذراً في المرة القادمة، وواجبي أيضاً أن أستمر بالتوعية وأشارككم تجربتي الشخصية لعل فيها عبرة وفائدة !