عماد الدين أديب
العمليات الأمنية للاختراق «السيبراني الدموي» الإسرائيلي لـ «حزب الله»، تتعدى كونها عمليات استخبارية نوعية لجهاز الموساد الإسرائيلي.
العملية في تخطيطها وتنفيذها، لها هدف استراتيجي واضح ومخطط له مسبقاً، وهو «هز هيبة ومكانة حزب الله»، كحركة مقاومة تعيش على رصيد انتصاراتها السابقة في حرب الـــ 2006.
«هز الهيبة» «تحطم الثقة» «إضعاف الصورة الأمنية» أمام جمهور الحزب من ناحية، وتعظيم صورة كفاءة «الموساد» أمام الرأي العام الإسرائيلي من ناحية أخرى.
فلنتأمل كيف خططت إسرائيل للعملية:
1 - منذ خمسة أشهر، يتابع «الموساد» عملية الشراء الإيراني لأجهزة البيجر «5 آلاف جهاز».
2 - تم اختراق شركة التصنيع المجرية في بودابست، ووضع لوحة متفجرة بزنة 3 غرامات.
3 - استقبل «حزب الله» الأجهزة باطمئنان وبأمان، على أساس أنها آتية من الحليف الأكبر «إيران».
4 - بعد حادث تفجير «البيجر» في لبنان على الجبهة والضاحية وبيروت وسوريا، بدأت العملية الثانية.
5 - الفصل الثاني، كان تفجير «الوكي توكي»، وهو صناعة يابانية، عمرها عشر سنوات في الأسواق.
6 - هذه الأجهزة كانت للربط والنداء بين الأجهزة الأمنية، ومعظم الذين يستخدمونها من «قوات الرضوان»، وهي قوات النخبة العسكرية للحزب، ومعظمهم – الآن – على الخطوط المتقدمة لجبهة القتال.
التكنولوجيا المستخدمة، هي عبر «التفجير السيبراني»، من خلال تحميل طاقة ضغط سيبرانية لا تحتملها بطاريات الأجهزة، فتؤدي إلى التفجير.
المهم في هذا الأمر، أن توقيت الضربة كان معداً مسبقاً، بحيث يأتي مفاجئاً في اليوم التالي للضربة الأولى، التي كان الحزب يعتقد أنها الضربة الوحيدة والكافية.
هدف الضربة، تجريح صورة قدرة الحزب، وإهانة كل إجراءاته الأمنية أمام جمهوره.
وكأن «تل أبيب» تريد أن ترسل رسالة قاسية للضاحية، مفادها:
«ضربناكم بالأمس، وضربناكم ثانية اليوم، ويمكن أن نضربكم مرة أخرى بقوة أكبر.. غداً!!».