عبدالله خلف
صُنّف الكذبُ وترفّقوا به، وسَمّوهُ بالكذب الأبيض.
ويكذب الإنسان في معاملاته وفي تمثيله للشعب في المجالس وكم من قَسَم أُضمر فيه الكذب والإثم، رغم مظاهر البراءة والسماحة الظاهرة، والتقوى ويعتمد القاضي والمُحقق على ملامح تغيرات الوجه ومنه يُعرف الصدق من الكذب ظناً وتخميناً.
من طرائف المَروِيّ: أن قاضياً قال لمتهم أقسم بالله، فأقسم وقال جاء الفرج إن كان صادقاً أو كاذباً.
ونادت حليمة بالوداع، وآذنت بحديث أهل الصّفا، وودعت بكذاب.
قال ابن جنّي وهو من رواد اللغة: رجل كذّاب وكاذب ومُكاذب وكذوب ومكذوبة... وليس لمكذوبٍ رأي، وكذوب ومَكْذُبان ومكذبانه وكُذَيب وكُذَيبة... والصّدوق لا يُكاذب أهلَهُ.
كذب: هو كذوب وكذّاب وكُذَبة وكذّبَ أخاه كَذِباً وكذّاباً
فإذا سمعت بأنني قد بِعتُكم بوصال غانية فقل إنه لكذُوبُ
قال العلامة ابن جنّي:
الإنسان إما كُذَيذب هو صاحب الكذب الخفيف، وكذِيب ثقيل الكذب، وهذان بناءان لم يحكهما سيبويه.
قال أبو داود الراوي:
متى يقل تنفع الأقوام قولته
إذا اضمحل حديث الكذب
أليس أقربكم خيراً، وأبعدهم
شراً وأسمحهم كفاً لمن منعه
جاء في المثل: ليس لمكذوب رأي.
ومن الأمثال: المعاذر مكاذب، ومن الأمثال: قد يصدق الكذوب.
ومن الأمثال الكويتية (يفوتك من الكذاب صدق وايد).
قال الله تعالى:
«حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا...»
وقال ابن جبير: استيأس الرسل من قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كُذِّبوا.. قال الله تعالى:
«ليس لوقعتها كاذبة...» أي هي مؤكدة ليس يردها شيء.
ومفردة كذب وردت بمعنى الخُلْف والنُكران والصّد.. جاء في قوله تعالى: «ما كذب الفؤاد ما رأى».
أي ما كذب فؤاد محمد ما رأى، أي أصدقه فؤاده الذي رأى ويقال كذّبني فلان أي لم يصدقني.
أنشد الأخطل:
كذبتك عينك، أم رأيت بواسط
غلس الظلام من الرباب خيالا
وأنشد ثعلب:
فحيّت فحيّاها، فهبّ فحلّقت
مع النجم رؤيا في المنام كذوب
هكذا هي مفردات للتصديق والنكران والكذب والانصراف.