عبدالعزيز سلطان المعمري
العلاقات الاستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية نموذجية من حيث تحقيق أهدافها العليا، وتتمثل هذه العلاقات في جوانب نذكر منها جانبين، الأول هو الجانب السياسي، حيث تميزت العلاقات السياسية بين البلدين ومن خلال التنسيق والتشاور في العديد من الملفات الدولية والإقليمية بتحقيق نتائج تعود بالفائدة ليس فقط على البلدين بل على المنطقة، ومن أمثلة ذلك التحرك الإماراتي السعودي وموقف البلدين القوي والشجاع لإعادة الاستقرار في مصر، بعد محاولة جماعة الإخوان أخونة الدولة المصرية.
أما الجانب الثاني فهو التنسيق والتعاون العسكري، والتفاعل مع طلب الحكومة اليمنية الشرعية، حيث تم تشكيل التحالف العسكري لإعادة الشرعية ضد المتمردين الحوثيين المنقلبين على السلطة، ومن ثم أكملوا تحالفهم لإعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق ومحاولة إنقاذه وإخراجه من آثار الحروب والفقر والمرض.
اليوم نحن أمام مرحلة جديدة مهمة تقودها أصوات الحكمة الإماراتية والسعودية، ليس بغريب خروج أصحاب الحكمة والعقل من أبناء الخليج عامة وأبناء الإمارات والسعودية خاصة لتنادي وتقول كفى لأصحاب الأصوات النشاز ولأهل الفتنة والفرقة الذين يعملون ليل نهار للتفريق بين الشعوب الخليجية، الشعوب التي تربت على كلمات وشعارات «خليجنا واحد، وشعبنا واحد» نشأت الأجيال الخليجية على حب دول الخليج العربي كلها، وحب القيادات الخليجية والشعوب الخليجية.
بأصوات الحكمة الإعلامية الخليجية تبرز لنا مبادرة العقلاء للتوقف عن التفاعل مع المسيئين، سواء كانوا معرفات وهمية أو ما يطلق عليهم «الذباب الإلكتروني»، أو حتى أسماء أشخاص معروفين، إلا أنهم أصحاب فتنة وسوء.
يتقدم هذه المبادرة في دولة الإمارات معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، ويمثل الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية معالي المستشار تركي آل الشيخ، بهذه المبادرة كأنني أرى أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تعيدان التأكيد بأنهما يمثلان تحالفاً استراتيجياً واحداً من أجل دول الخليج العربي والدول العربية بشكل عام، لكن هذه المرة تحالف لضبط وسائل التواصل الاجتماعي وإعادة توجيهها بعد انحرافها عن مسارها الصحيح.
الإمارات والسعودية تحملان على عاتقهما مسؤولية السعي لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، وهذا واضح من خلال التحركات والمواقف السياسية، بالإضافة إلى المبادرات والمساعي لضمان الاستقرار الأمني في المنطقة، واليوم نحن مع مبادرة لتحقيق الاستقرار الإعلامي وإغلاق الأبواب أمام الساعين لتدمير المجتمعات الخليجية، سواء كانوا من غير أبنائها أو من أبنائها أصحاب الأجندات أو ممن يتبنون أفكار تتعارض مع توجهات دولهم وقادتهم.
إعادة المسار الإعلامي الخليجي إلى مكانه الصحيح والسليم يتطلب من الجميع العمل والمساهمة فيه، فالأفراد عليهم اتباع التوجيهات الحكومية والسير على نهج قادتهم، والحرص على نشر المفيد والصالح للمجتمع، بما يعزز من قيم الاحترام والتسامح والتعايش مع الآخرين المختلفين، فما بالك مع الأشقاء.
أما من جانب الجهات والمؤسسات الإعلامية والقائمين عليها، فلا بد من التعاون بين جميع المؤسسات الإعلامية الخليجية لوضع استراتيجية وخطط مشتركة تعزز من قيم الترابط والتعاون والتعايش والتواصل بين شعوب الخليج، وتنتج برامج تؤكد على الرؤية الواحدة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي. ومن هنا نصل إلى إغلاق كافة الثغرات التي يبحث عنها المسيئون المتربصون.
للإعلام دور مهم وحيوي في التوعية والتثقيف، فيجب العمل على توعية الشعوب الخليجية بإنجازات حكوماتها من جانب وتعريفهم بتوجهات دولهم التي تحقق لهم الاستقرار والأمن والأمان ورفاهية الحياة وجودتها من جانب آخر، وفي المقابل تعريفهم بالمخاطر التي تحيط بهم، وأن قياداتهم والأجهزة الحكومية تعمل لأمنهم وراحتهم، فيجب عليهم السير على نهجها.
وسائل الإعلام التقليدي كما يطلق عليها اليوم بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، نريد منها أن تعود وسائل إعلام حقيقية كما كانت، بل أضعاف ما كانت عليه، فهي الإعلام الحقيقي الذي تعود عليه مسؤولية حماية المجتمع من الأفكار والسلوكيات السلبية، وعليه مسؤولية التوعية والتوجيه بما يخدم الأهداف الوطنية ويحقق اللحمة الوطنية الخليجية.
من اليوم ننتظر برامج خليجية مشتركة تعزز من الروابط والقيم والمثل الإيجابية. فبعد بضعة أشهر سيحل علينا شهر رمضان المبارك، ومعه تهل علينا البرامج والمسلسلات الرمضانية كما تسمى. أتمنى أن يكون رمضان القادم خالياً من المسلسلات المشوهة للمجتمع الخليجي. نريد برامج ذات قيمة وهدف سام ومعنى.