تقول مليشيا حزب الله في لبنان بأنها لن توقف قتالها مع إسرائيل ما لم يتوقف القتال في غزة، وتجاريها مليشيا الحوثيين في اليمن بالقول بأن توقف هجومها على البواخر في البحر مرهون بتوقف القتال في غزة.
* *
وأمريكا لا تريد أن يتوسع القتال، وأن يمتد إلى خارج قطاع غزة، تريد حصره في القطاع منعاً لاشتعال المعارك في مواقع أخرى، خوفاً من عدم القدرة على السيطرة والاحتواء فيما لو شمل دولاً أخرى.
* *
وإذا كانت هذه هي القراءة لمستقبل الأمن في المنطقة، وأن إيقاف إسرائيل مواصلة قتالها في غزة هو الضمانة لعدم اتساع رقعة الحرب، وما يلي استمرارها في الحرب من تداعيات تضر بالأمن والاستقرار في المنطقة، فلماذا لا تمنع أمريكا إسرائيل من الاستمرار في العدوان ليتوقف حزب الله والحوثيون عن مناوشاتهم.
* *
لا أفهم كيف تريد أمريكا وحلفاؤها حصر المعارك في غزة، مع ما يهدده ذلك من اتساع لرقعة الحرب، خاصة وأن ارتباط الحوثي وحزب الله بالحرب يعتمد على استمرار معارك غزة، ولا تفعل أمريكا ما يجنب المنطقة ويلات الحرب بمنع إسرائيل من مواصلة العدوان.
* *
أحياناً يخامرني الشك في افتعال المعارك بين الحوثيين وحزب الله من جهة وأمريكا وبريطانيا من جهة أخرى، فأرى هذه المعارك وكأنها مفتعلة لهدف غير الظاهر لنا، وأتمنى أن أكون على خطأ في هذا الاستنتاج.