: آخر تحديث

الوحدة في مكان العمل

7
8
7

الإحساس بالوحدة ظاهرة منتشرة في أوساط العمل، لكن قلما يسلط الضوء عليها، رغم ما تسببه من تداعيات سلبية ملحوظة على إنتاجية الفرد ونجاح المؤسسة ككل. في هذا المقال سنتطرق للحديث عن هذه الظاهرة وكيفية محاربتها.

الوحدة هي عاطفة مدمرة تحدث حين يدرك المرء أنه بمفرده، أو عندما يتم عزله عن الآخرين. وليس عليك أن تكون وحيداً حتى تشعر بالوحدة، إذ يمكن أن يشعر الناس بالوحدة حتى حين يعملون داخل مكاتب مزدحمة أو وسط أجواء الأسواق الصاخبة.

تظهر بحوث أجريت سنة 2015م أن الوحدة يمكن أن تكون أسوأ على عقلك وجسدك مع مرور الوقت من التدخين أو الكحول. وفي نطاق العمل، تؤدي الوحدة إلى الانسحاب العاطفي من المؤسسة، فيميل الموظفون ليكونوا أقل تعاوناً وإنتاجية. وهنا تأتي مهمة الإدارة في التعرف الى من يعانون الوحدة رغم صعوبة الأمر، كون الكثيرين يخفون مشاعرهم خوفاً من الإحراج أو الظهور بمظهر الضعفاء.

بصفتك مديراً، فإن خير نهج تتبعه هو أن تأخذ الوقت اللازم للتعرف الى موظفيك وفهمهم، حتى تعرف ما إذا كان أي واحد فيهم يشعر بالانفصال أو الإهمال من طرف باقي أفراد الفريق.

راقب سلوكيات موظفيك جيداً، وانتبه إلى لغة أجسادهم. فإذا رأيت أحدهم يتجنب التفاعل، مع انخفاض ملحوظ في أدائه، فإن ذلك مؤشر على حدوث مشكلة تتطلب مساعدة فورية.

في هذه الحالة، سارع إلى بناء جسور الثقة بينك وبين صاحب المشكلة، واطلب منه إكمال اختبار يُعرف باسم مقياس الوحدة، مع توضيح الأسباب التي تدعوك إلى طلب ذلك منه طواعية، ووعده بأنك ستحافظ على سرية النتائج.

ستمدك نتائج الاختبار بفكرة عن مدى إحساسه بالتواصل، وتعينك على تحديد الجوانب التي ينبغي العمل عليها. لكن انتبه لأمر مهم؛ إذا تبين أن الموظف يعاني توتراً مزمناً أو اكتئاباً، فخذ الأمر على محمل الجد، وحوّله إلى أخصائي نفسي مؤهل.

بوسعك أيضاً أن تغير طرائقك في العمل، وتخلق بيئة أكثر ألفة وتعاوناً بين موظفيك، كما يمكنك تشجيعهم على العمل الجماعي وتعزيز العلاقات في ما بينهم، إلى جانب معاملتهم باعتبارهم إخوة وأخوات لك.

أما اللمسة السحرية فتكمن في الانتظام على تكرار تصرفات صغيرة تبعث السعادة والرضا في قلوب الموظفين، مثل مشاركة أحدهم فنجان قهوة تتخلله دردشة لطيفة، أو مجرد تذكر قول «صباح الخير» بحرارة وابتسامة عذبة، وإبداء الإعجاب والمديح الصادق من وقت لآخر.

إن المدير الناجح هو الشخص القادر على تلبية احتياجات العاملين لديه، ومساعدتهم على حل مشكلاتهم الطارئة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد