: آخر تحديث

مناظرة بايدن - ترامب... فتور داخلي واهتمام عالمي

10
9
10

المرشحان للرئاسة الأميركية، الرئيس الديموقراطي جو بايدن والرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، يطمحان إلى جعل المناظرة التلفزيونية الأولى بينهما في 27 حزيران (يونيو) الجاري نقطة تحول في حملتيهما، ما يمنحهما زخماً، قبل أربعة أشهر من الانتخابات التي ستجري في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

عموماً، كانت أغلبية الأميركيين تفضّل أن تجري الانتخابات بين مرشحين آخرين، وبألّا تكون جولة إعادة مملة لانتخابات عام 2020، مع كل ما رافقها من جدل وانقسام لا تزال آثارهما ممتدة حتى اليوم.

التحدّي الأول في المناظرة التي تديرها شبكة "سي. أن. أن" الأميركية للتلفزيون، هي أن يثبت كلا المرشحين أنه لائق من الناحية الذهنية لتولّي المنصب في السنوات الأربع المقبلة. بايدن في الحادية والثمانين وترامب في الثامنة والسبعين، ويدور جدل كبير حول أن التقدّم في السن عاملٌ لا يصبّ في مصلحة أي منهما. وانعكس هذا عدم حماس لدى الجمهور الأميركي.

ولعلّ هذا الفتور الذي يقابل به الناخبون الحملتين، دفع بايدن وترامب إلى بدء المناظرات التلفزيونية في وقت أبكر كثيراً من المعتاد، وذلك للمرّة الأولى منذ الشروع في هذا التقليد في عام 1960. كانت المناظرات تبدأ عادة في أيلول (سبتمبر).

ويذهب بايدن إلى المناظرة تحت ضغط الحصول على دفعة في الاستطلاعات التي تُظهر تقدّم ترامب عليه، على الرغم من إدانة الرئيس السابق في نيويورك في قضية شراء صمت ممثلة إباحية تزعم أنه أقام علاقة جنسية معها قبل ترشحه للمرّة الأولى في عام 2016.

ويقول فان جونز، المحلّل في "سي. أن. أن"، إن المناظرة يمكن أن تقرّر إلى حدّ كبير مصير حملة بايدن، إذ أنه في حال لم يكن أداؤه جيداً وارتكب هفوات، فإن الأمر قد يُعتبر منتهياً، وسيُحدث ذلك اضطراباً داخل الحزب الديموقراطي. أما إذا تمكن من الصمود أمام ترامب، فذلك قد يأتي في مصلحته ويعزز شعبيته في الاستطلاعات.

ويعمل بايدن منذ الآن على إبراز ما يصفه بالخطر الذي يشكّله ترامب على الديموقراطية في حال عودته إلى البيت الأبيض. وكان هذا محور المباحثات التي أجراها الرئيس الأميركي مع قادة مجموعة السبع في إيطاليا، وجوهر خطابه في الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء في النورماندي.

ونقل بايدن عن رؤساء أوروبيين التقاهم، أن القلق يساورهم من عودة ترامب ومصير حلف شمال الأطلسي والحرب في أوكرانيا، إذا ما انتصر تيار الانعزال الذي يمثله ترامب في الانتخابات المقبلة.

وفي المقابل، سيركّز ترامب على جعل بايدن في موقف دفاعي في قضايا كثيرة مثل التضخم والهجرة، فضلاً عن السياسة الأميركية في ما يتعلق بحربي أوكرانيا وغزة ومسألة احتواء الصين.

ويردّد ترامب دائماً أن حربي أوكرانيا وغزة ما كانتا لتندلعا لو أنه كان هو في البيت الأبيض، ويتعهّد بحل النزاع الأوكراني في 24 ساعة إذا عاد إلى البيت الأبيض.

والمفارقة هي، أن ربما يولي العالم الخارجي الانتخابات الأميركية اهتماماً أكبر مما يوليه الأميركيون أنفسهم. ذلك أن مصير الكثير من الحروب والنزاعات، والعلاقات الدولية، يتوقف على الفائز في هذه الانتخابات.

بقاء بايدن يعني استمراراً للسياسات التي ينتهجها منذ أربعة أعوام، وعودة ترامب تعني تغييراً لا يُستهان به على صعيد العلاقات مع الحلفاء وفي السياسة حيال الصين. هل سيخوض ترامب حرباً تجارية مع بكين أم يلتزم المهادنة؟ وستترتب نتائج مختلفة في الحالتين سواءً على الاقتصاد الأميركي أو على الاقتصاد الصيني.

وتبقى مسألة مهمّة تتصل بالمناظرات التلفزيونية: هناك من يرى أنها تساهم فعلاً في تغيير آراء الناخبين، في حين يرى آخرون أنها لا تُحدث فارقاً مهمّاً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد