ميريل ستريب ممثلة أمريكية تبلغ اليوم 74 عاماً، تعتبر واحدة من أساطير السينما العالمية، كما أنها ممثلة مسرح عتيدة، ظهرت لأول مرة على المسرح عام 1975، نالت جائزة الأوسكار ثلاث مرات، كما رشحت لـ 32 جائزة غولدن غلوب أكثر من أي ممثل آخر، وفازت بها 8 مرات، واختارها النقاد «كأعظم ممثلة على قيد الحياة».
في بدايات عملها خضعت ميريل ستريب كأي ممثلة شابة مبتدئة لاختبار تمثيل لبطولة فيلم (كينغ كونغ) 1976، لكن المخرج رفضها كما روت بنفسها (أخبرني المخرج أنني «قبيحة بشدة» على هذا الدور)، شكل ذلك الرفض لحظة فارقة بالنسبة لي، ووضعني أمام طريقين، إما أن انسحب من هذا العالم وأدمر أحلامي تماماً، وإما أن أتشبث بإيماني بنفسي وعزيمتي وإصراري على تحقيق تلك الأحلام، متذكرة كلمات والدتي «ميريل إنك تستطيعين أن تفعلي ذلك».
إن أي رأي سلبي كهذا يقوله شخص أحمق لا يفكر في وقع كلماته في نفس شخص يبدأ حياته، ويباشر طريق أحلامه يمكن أن يحطمه تماماً، فكيف إذا قيل لفتاة تحلم بهوليوود «أنت قبيحة جداً»، إن هذا معناه هز ثقتها وإنهاء مستقبلها بالضربة القاضية، لكن ستريب كبحت مشاعرها المتضاربة، وتصدت للمخرج بثقة كاملة!
أخذت نفساً عميقاً وقالت له: «أنا آسفة لأنك تعتقد أنني قبيحة بالنسبة لفيلمك، ولكن رأيك هذا مجرد رأي واحد في بحر من آلاف الآراء، ولذلك سأنصرف للبحث عن آراء أكثر كرماً وإنسانية منك» وقد حدث!
اليوم في تاريخ ميريل 21 ترشيح أوسكار، تمتلك منها ثلاثاً، تسلمتها وسط هدير من التصفيق والاعتراف العالمي بنجوميتها الراسخة، فماذا لو استسلمت لرأي ذلك المخرج الأحمق، الذي لا يقل عن آلاف مثله ممن يمتلكون موهبة فادحة في تحطيم نفسيات ومعنويات الآخرين، الذين يقعون في نطاق مسؤولياتهم أو نفوذهم!
ليس بالكلمات الصريحة يحطم البعض معنويات المحيطين بهم، ولكن بسلوكياتهم المسمومة، وقد لفتني حوار في أحد الأفلام يقول فيه الزوج لزوجته (اهتمي بابننا إنه النصف الآخر مني، إنه النصف الأجمل، أنا النصف المسموم )، ونحن محاطون بمسمومين كثر في الحقيقة!