: آخر تحديث

الاهتمام بالفضاء.. مستقبل قوي

7
8
7

علم الفضاء من العلوم الحديثة في تاريخ البشرية، وهو علم واسع ومتفرع، ومتعدد، وهذا بديهي كونه يدرس ويهتم بمجال واسع ومتعدد المجالات، مثل الفضاء، لذا كل ما يمكن اختراعه مستقبلاً لتطوير تقنياته ومعداته، يدخلنا نحو هندسة محددة وجديدة.

ووسط هذا البحر المعرفي، تظهر البعض من الآراء التي تتحدث عن مدى الجدوى للتوجّه نحو المبتكرات التي تسهل غزو الفضاء، والعائد على البشرية. والحقيقة، هناك عوائد مباشرة وسريعة، وهناك عوائد ثمينة بعيدة المدى. من الفوائد التي قد يحتاج إليها الإنسان مستقبلاً هو بناء مستوطنات خارج كوكب الأرض، والاستفادة من الموارد الطبيعية التي توجد في البعض من الكواكب والأقمار، وهذا هدف بعيد المدى، كما ذكرت، لكن هناك فوائد كثيرة تحققت على المدى القصير، ويتوقع لمثل هذه المكاسب أن تنمو وتتزايد.

هناك مخترعات صممت لتمكن رواد الفضاء من أداء مهامهم الطويلة في الفضاء، ثم تم تحويل تلك المخترعات والتكنولوجيا الفضائية، للاستخدامات العامة على الأرض، وبالتالي شهدنا تطبيقات ومخترعات تم الاستفادة منها على الأرض، وأحدثت قفزات كبيرة في الرفاه البشري، وفي الأساس كان هدفها العمل في الفضاء. على سبيل المثال لا الحصر، الألياف البصرية، التي ابتكرت للاستخدام في رحلات الفضاء، لتساهم في نقل البيانات بسرعة، ومع نجاحها، ومرور الوقت، انتقلت للاستخدامات الأرضية، وباتت اليوم الألياف البصرية تقنية أساسية ورئيسية في مجال الاتصالات والشبكات، ويكفي أن نعرف أنها هي التي تقوم بنقل بيانات شبكة الإنترنت بمعدل عالي السرعة، ولا ننسى استخداماتها في المجالات الطبية والصناعية بصفة عامة.

جانب حيوي آخر بدأ في الفضاء ويعتبر تكنولوجيا فضائية بامتياز، ولكن تم نقلها إلى الأرض وأحدث قفزة مدوية وكبيرة، وهي تقنية تحديد الموقع GPS والتي كانت مشروعاً فضائياً يستهدف تحديد المواقع والتوجيه في الفضاء. والفضاء كما هو معروف، لا معالم ولا أشكال، ومعه كانت هناك حاجة ملحة لنظام يساعد في بناء خرائط رقمية توضع عليها المواقع، وتعرف المسافات، وكما نلاحظ فإن هذه التقنية تقدم خدمات غير مسبوقة للبشرية، ويتم استخدامها على نطاق واسع، واختصرت الكثير من العناء على الناس، وساهمت في التنقل وسرعته، وغيرها من الفوائد. الاهتمام بالفضاء وعلومه استثمار لا يقدر بثمن، ومن يسبق ويرسخ خطواته في هذا المجال، فإنه يثبت موقعه كقوة استثمارية وصناعية على مستوى العالم.

 

www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.