: آخر تحديث

هل أغلق «الفلول» دكاكينهم؟

11
12
11

في العام 2011، كان الربيع العربي يعصف بكثير من الدول العربية، فالأمور على الأرض تتغير بسرعة جداً في تونس ومصر وليبيا، وموجات الاحتجاجات تلطم دولاً وتحاول الدخول لدول أخرى، والقابعون في الظلام ينتظرون لحظة السيولة للانتقال من العمل السري تحت الأرض إلى الفوز بكراسي الحكم، وربما قلة كانت منتبهة لمن كان يحاول فتح أسوار المملكة المستقرة لدخول الاحتجاجات.

الداخل السعودي لم يكن بعيداً عن محيطه، وتأثّر كثيراً عندما شاهد دولاً وشعوباً شقيقة تسقط وتتغير أحوالها، الأغلبية رفضت الانزلاق نحو الهاوية، إلا من بعض المستلبين لتيارات خارجية بهدف إخراج الشباب لمواضع الفتن، مروراً بتدينهم على الانفصال عن مجتمعاتهم المحلية، وليس انتهاءً بقنوات اليوتيوب ذات المحتوى التأجيجي.

كانت منصات التواصل تعج بمن يمكن تسميتهم طليعة لشباب لديهم أجندات ويريدون نشرها بين الجميع، حُضّروا لسنوات في الظل دون أن نراهم وحانت ساعة إطلاقهم، حينها كان وصف (بيض أو منبطح) منتشراً بكثرة في تويتر سابقاً، وروجت بكثافة لاغتيال أي وطني، كانت المنصة لهم دون منازع، يتجمعون ويقومون بتشويه من يشاءون، يُحضرون المشهد ثم يقومون بتثوير الناس، يقذفون من يريدون في غرور واستقواء مخيف.

لم تكن هناك حملات خارجية حقيقية في تويتر ضد الشأن الداخلي - كما هي اليوم - نعم كانت هناك حسابات تساندهم يقودهم (شبيبة الداخل) بكل تنوعاتهم (بعض من يوتيوبر، وبعض من المبادرين... إلخ).

سنوات مضت استطاع الداخل فهم ما يحاك له، واستعاد المبادرة في الدفاع عن وطنه، ثم ظهر من يريد اغتيال التيار الوطني الذي تعاظم حضوره بعدما حاولوا اغتيال الأفراد، ولا زلت أتذكر أول مرة أسمع بكلمة وطنجي على لسان أحد قادة ذلك التيار، والتي جاءت لتحل بدلاً من منبطح أو حكومي أو مباحث أو بيض، المصطلح تحول إلى رصاص يطلقه شبيبة الإخوان ضد كل من يقف أمام مشروعهم في الداخل أو في العالم العربي الذي عصفت به ما يسمى بموجات الربيع العربي، ولعلي هنا أذكّر بما قاله معالي وزير الشؤون الإسلامية، الذي قال في تصريح له: (إن الله قيض للبلاد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وإلا لما كانت اليوم هناك سعودية).

من يطلق على السعوديين «وطنجي»، لا يختلف عمن يسميهم صهاينة، وهل ما زلنا نعيش في دورين؛ دور للوطنية ودور (للشبيبة)، صحيح أن الفلول أغلقوا دكاكينهم القديمة، لكنهم فتحوا دكاكين أخرى، وطلوها بألوان حديثة وذابوا في الوظائف، السؤال الآخر: أين يقف مصطلح وطنجي من كل ما سبق، وهل انتهى زمنه وغايته وأصبح من المهم تجاوزه إلى فعل أكثر تصالحاً مع من يخون ومن يهاجم بلادنا، أم أنه لا زال ضرورة لأنه في نهاية الأمر كان ردة فعل طبيعية على محاولات استهداف الوطن ووجوده، تهديد وأفعال كادت أن تعصف به ممن يتهمون السعوديين اليوم أنهم وطنجية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد