: آخر تحديث

الثقافة.. الاسم الآخر لآذار

10
9
10

آذار على الأبواب، ولآذار في الإمارات قصة ثقافية منذ قيام مؤسسات الدولة المتخصصة بالآداب والفنون في الثمانينات، وإلى اليوم.

في آذار، ومنذ عقود، تقام أيام الشارقة المسرحية، وأذكر أن مهرجان الشعر العربي كان يقام في هذا الشهر الذي يسميه الشعراء شهراً شعرياً أو غنائياً، وفي آذار حيث يعتدل طقس الجوّ ويعتدل معه أيضاً طقس الإنسان، كانت تقام العديد من فعاليات النادي العربي في الشارقة في ثمانينات القرن العشرين، وفي ذلك العقد، كانت تقام أيضاً فعاليات المجمّع الثقافي في أبوظبي.

اليوم، أصبح آذار الثقافة في الإمارات شهر القراءة السنوي الذي تحتفل به الدولة على نطاق برامجي واسع، ويلتقي آذار القراءة مع عشرية القراءة الإماراتية 2016-2026، ويلتقي مع هاتين المبادرتين (تحدّي القراءة العربي) الذي يقرأ فيه الشباب العرب في كل شهور العام، وليس في آذار فقط.

أذكر أيضاً أن بعض معارض الكتب، ومعارض الفنون التشكيلية الجماعية والفردية كانت تقام في آذار، وفي هذا الشهر الغنائي الشعري والثقافي زار الإمارات العشرات بل المئات من الكتّاب والمسرحيين والفنّانين والإعلاميين العرب، وبعض فعاليات اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات كانت تقام في هذا الشهر.

لم أجد في «موسوعة الأساطير العالمية» (حنّا عبّود) أي تعريف ل(آذار)، ولكن آذار يرتبط بمارس. في التقويم القمري، وقد وجدت في الموسوعة شرحاً مطولاً عن (مارس).. يقال له أيضاً، بحسب الموسوعة (مافورس)، ويعني المشرق المنير أو الساطع أو إله الحرب الروماني وحامي الدولة وقائد الجيوش يتقدّمها بعربته (ديسكورديا). (مارس/ آذار) أيضاً في الأسطورة بحسب حنّا عبود هو إله الربيع والنموّ والخصب وحماية القطيع.

تقول الموسوعة أيضاً: إن مارس/ آذار، حظي بالكثير من المهرجانات والأعياد التي تقام على شرفه، فهناك مهرجان (الفيزيامارتي) في الأول من شهر مارس، وفي مارس عند اليونان يجري سباق الخيل، وفيه أيضاً تُنظّف أبواق الحرب والأسلحة.

أفرد حنّا عبود في «موسوعة الأساطير العالمية» (ص541) أكثر من 500 كلمة للتعريف بمارس (آذار)، في حين جاءت بعض التعريفات الأسطورية في 50 كلمة فقط، ولقد ذكرت كل هذه التفاصيل بهدف الربط الثقافي والتاريخي والمعرفي بين الشهر (الزمن)، والإنسان في (الزمن) أو حتى في التاريخ.

نعيش في آذار/ مارس، وفي كل الشهور، زمناً ثقافياً يستدعي التاريخ، والأسطورة، والمعرفة، بكل أشكالها الأدبية والثقافية، وفي كل مرة قد يجد القارئ أو الكاتب أنهما فعلياً وعملياً، بل وعلى نحو يومي، ينتجان أشكالاً من الثقافة الإنسانية المدنية أولاً وأخيراً.. هي في النهاية: ثقافة الحياة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.