من ضمن مخرجي السينما المصرية الذين يطلق عليهم «الفنان الشامل» المخرج محمود ذوالفقار، الذي جمع بين التمثيل والإخراج والانتاج والتأليف. فكتب قصة أكثر من عشرين فيلما أو ساهم في وضع السيناريو والحوار الخاص بها، وأخرج نحو 50 فيلمًا، وظهر في نحو 30 فيلمًا كممثل في أدوار رومانسية وكوميدية متنوعة.
ولد محمود قصدي ذوالفقار في طنطا في 18 فبراير عام 1914 إبنًا لعميد الشرطة الأميرالاي أحمد بك مراد ذوالفقار والسيدة نبيلة هانم ذوالفقار وشقيقا أكبر للمخرج عزالدين ذوالفقار والممثل صلاح ذوالفقار.
وفي أعقاب تخرجه من الثانوية عام 1930، التحق بكلية الفنون التطبيقية التي حصل منها على دبلوم العمارة والتصميم سنة 1935، فعمل مهندسًا معماريًا بوزارة الأشغال العمومية، ثم انتقل منها إلى وزارة الأوقاف، حيث التقى فيها عن طريق الصدفة بالمخرج حسين فوزي الذي اكتشف أن لديه ميولاً فنية ورغبة شديدة في اقتحام عالم الأضواء والمشاهير فاختاره في عام 1937 للوقوف كبطل أمام الممثلة عزيزة أمير وأنور وجدي وحسن فايق وفردوس محمد في فيلم «بياعة التفاح». شكّل هذا الفيلم، الذي انتج وعرض في عام 1939، نقطة تحول في حياته، حيث ترك وظيفته الحكومية واتجه إلى العمل في الفن فقدّم أعمالاً بارزة في تاريخ السينما المصرية سواء في ميدان الإخراج أو التمثيل أو التأليف في الفترة ما بين عام 1937 وتاريخ وفاته في 22 مايو 1970.
بعد مشاركته في فيلم «بياعة التفاح» اقترن ببطلة الفيلم عزيزة أمير في عام 1940 من بعد انفصالها عن أزواجها الأربعة السابقين، وأسسا معا شركة للإنتاج السينمائي، كان باكورة أعمالها فيلم «هدية» سنة 1947 من بطولتهما مع أحمد علام وفردوس محمد ومحمود شكوكو علاوة على نجاة الصغيرة التي كانت وقتذاك في مرحلة الطفولة. حيث غامر ذوالفقار باشراكها في الفيلم مثلما غامر لاحقا بتقديم العديد من الوجوه الجديدة في أفلامه، حيث يحسب له أنه كان أول من منح دور البطولة للوجه الجديد فؤاد المهندس في فيلم سينمائي هو فيلم «بنت الجيران» (1954) أمام شادية، وأول من أعطى دور البطولة للشاب أحمد مظهر في فيلم «رحلة غرامية» (1957)، وأول من راهن على تقديم شادية في دور أم مسنة في فيلم «المرأة المجهولة» (1959)، وأول من قدم المطربة سعاد محمد في فيلم سينمائي هو فيلم «فتاة من فلسطين» (1948).
ظل ذوالفقار مرتبطا بعزيزة أمير الملقبة بأم السينما المصرية إلى تاريخ وفاتها في عام 1952. ويقال أنه حزن عليها كثيرا إلى درجة أنه فكر في اعتزال الفن والعودة إلى وظيفته الهندسية السابقة، لكنه عدل عن قراره. وينفي الكثيرون قصة حزنه هذه لأنه تزوج مجددًا بعد مضي بضعة أشهر على وفاة عزيزة أمير. وكانت زيجته الثانية من الفنانة مريم فخر الدين التي جعلها قاسمًا مشتركًا لمعظم أفلامه، وانتج وأخرج لها العديد من الأعمال خلال مدة زواجها التي استمرت 8 سنوات فقط وأنجبا إبانها إبنة واحدة هي»إيمان ذوالفقار«. لكن مريم فخر الدين تحدثت عنه في برنامج تلفزيوني فوصفته بـأنه»راجل وحش«لأنه كان يستولي على إيراداتها من الأفلام ولا يدفع لها سوى الملاليم إلى أن قررت أن تتفق مع المنتجين بنفسها على أفلامها وتقبض منهم مباشرة، ومع ذلك راح يفتش حوائجها ويستولي على أموالها ويتجسس عليها، بل وصل الأمر إلى الاعتداء عليها بالضرب، ما جعلها تترك بيت الزوجية وتقيم في شقة منفصلة مع ابنتها قبل أن تطلب الطلاق.
من أهم الأفلام التي قام ذوالفقار بتأليفها او كتابة السيناريو والحوار لها في عقد الأربعينات: «الورشة» و«ليلة الفرح»، و«إبن البلد» و«وادي النجوم» و«ابنتي» و«طاقية الإخفاء» و«الفلوس» و«عودة طاقية الإخفاء» و«هدية» و«فوق السحاب». وفي عقد الخمسينات ألف أوكتب سيناريو وحوار الأفلام التالية: «أخلاق للبيع» و«قسمة ونصيب» و«خدعني أبي» و«الأرض الطيبة» و«رنة الخلخال» و«رحلة غرامية» و«توبة» و«شباب اليوم» و«نساء محرمات». أما في عقد الستينات فقد ألف أوكتب السيناريو والحوار لأفلام: «لا تذكريني» و«المراهق الكبير» و«امرأة في دوامة» و«ثمن الحب» و«حكاية 3 بنات». وأخيرًا ألف أو كتب في عقد السبعينات: «رجال بلا ملامح» و«برج العذراء» و«أنا وزوجتي والسكرتيرة» و«حب المراهقات» و«امرأة زوجي».
أما لجهة الإخراج الذي بدأه عام 1947 فإن من أبرز أعماله عدا ما سبق ذكره: «خدعني أبي» و«غلطة العمر» و«آمنت بالله»، و«أخلاق للبيع» و«الحب كده» و«العملاق» و«نساء محرمات» و«توبة» و«رنة الخلخال» و«الأرض الطيبة» و«المراهق الكبير» و«بلا دموع» و«لا تذكريني» و«الرباط المقدس» و«موعد مع الماضي» و«إمرأة في دوامة» وفيلم «الأيدي الناعمة» (1963) وهو عمله الوحيد الذي دخل قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، و«للرجال فقط» والفيلم الرومانسي العظيم «أغلى من حياتي» (1965) و«عدو المرأة» و«المراهقة الصغيرة» و«إجازة غرام» و«الخروج من الجنة» و«نورا» و«حكاية 3 بنات» و«روعة الحب» و«أسرار البنات» و«الحب سنة 70» و«الخروج من الجنة» و«رجل بلا ملامح» (1972) وهو فيلم عرض بعد وفاته.
عدا عن فيلمي «بائعة التفاح» و«هدية»، ظهر ذوالفقار كممثل في أدوار متنوعة في الأفلام التالية: «العودة إلى الريف» (1939) للمخرج أحمد كامل مرسي، «الورشة» (1940) و«ابن البلد» (1942) من إخراج استيفان روستي، «ليلة الفرح» (1942) لمحمد كريم، «وادي النجوم» (1943) و«حبابة» (1944) و«ابنتي» (1944) و«الانسة بوسة» (1945) و«مصنع الزوجات» (1941) و«قمر 14» (1950) و«أفراح» (1950) لنيازي مصطفى، «الفلوس» (1945) لإبراهيم عمارة، «نادية» (1949) لفطين عبدالوهاب، «الشك القاتل» (1953) و«هارب من الحب» لعز الدين ذوالفقار، «عصافير الجنة» (1955) لسيف الدين شوكت، «بنت 17» لكمال عطية، «الست الناظرة» (1968) لأحمد ضياء الدين. علاوة على ظهوره بطلا لبعض الافلام التي اخرجها بنفسه مثل: «غلطة العمر» (1953)، «خدعنب أبي» (1951)، «اخلاق للبيع» (1950)، «الليل لنا» (1949)، «فتاة من فلسطين» (1948)، «فوق السحاب» (1948).