: آخر تحديث

نجاح عربي

11
11
8
مواضيع ذات صلة

يحق للعرب جميعاً أن يفرحوا بالإنجاز الذي حققته دولة الإمارات برحلة ابنها رائد الفضاء سلطان النيادي، الذي عاد إلى الأرض مع زملائه في الرحلة ستيفن بوين ووارين هوبيرغ، من وكالة «ناسا»، والروسي أندري فيديايف، بعد مهمة استثنائية، غطت ستة أشهر من انطلاق المركبة الفضائية «دراغون» إلى الفضاء، حقق خلالها الفريق الذي ضمّ النيادي إنجازات علمية مهمة، تضيف نجاحاً جديداً إلى الإمارات بعد نجاحها، وكأول دولة في العالمين العربي والإسلامي، في إطلاق مسبار إلى كوكب المريخ.

وستسهم نتائج رحلة النيادي وزملائه في تطوير أبحاث الفضاء مستقبلاً، حيث شملت تجارب ودراسات على وظائف أعضاء الجسم والأوعية الدموية والقلب، واختبارات على العمود الفقري، والطباعة ثلاثية الأبعاد لبعض الأعضاء في محطة الفضاء الدولية، إلى جانب إجراء تجارب في علوم المواد، كالسوائل، وتجارب، هي الأولى من نوعها في محطة الفضاء، على تقنيات جديدة، وتجارب غطت جوانب علمية وهندسية.

لم يكن النيادي في رحلته هذه يمثل الإمارات وحدها، وإنما يمثل أمته العربية، هو الذي دأب خلال الرحلة على إرسال صور للبلدان والعواصم والمدن العربية، معبراً عن فخره واعتزازه بانتمائه العربي، وحاملاً الرسالة البليغة التي أطلقها نهجاً للدولة مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ليس فقط في التأكيد على الانتماء العربي الراسخ، وإنما في السعي لإنجاز كل ما من شأنه تحقيق عزة العرب.

وفي لحظتنا الراهنة التي تكالبت على الكثير من بلداننا العربية المحن والفتن، فإن أي نجاح، وفي أي مجال، بما في ذلك مجال العلم، كالإنجاز الذي تحققه الإمارات في مجال الفضاء، والذي في إطاره جاءت الرحلة الناجحة لسلطان النيادي، هو نجاح عربي بامتياز، يعزز من فرص بلوغ المكانة المنشودة لنا كأمة في مستقبل العلم والعالم، بعد طول تراجع عن ما كنا عليه في حقب تاريخية سالفة، كان للعرب شأن كبير فيها في العلم والفكر والأدب والحضارة عامة.

ويضفي أهمية على نجاح مثل هذا، كونه يأتي من دولة فتيّة، لم يمض الكثير على تأسيسها مقارنة بدول أخرى، لكنها استطاعت خلال عقود قليلة فقط منذ أن تأسست، أن تحقق نجاحات مهمة لا على صعيد التنمية الداخلية فقط وإنجاز بنية تحتية متطورة وتحقيق مستوى عالٍ من العيش لمواطنيها، وإنما أيضاً على صعيد تبوؤ مكانة لافتة بين دول العالم، في عصر يشهد تحولات عميقة، تعيد رسم خريطة توازن القوى فيه، بصورة ستجعل منه عالماً مغايراً للذي كان، حكماً من معطيات ومؤشرات المخاض الجاري الآن على المستوى الكوني.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.