: آخر تحديث

مخرجو السينما المصرية

12
12
12
مواضيع ذات صلة

تصفه الأدبيات السينمائية المصرية بـ«شيخ مخرجي الواقعية في السينما المصرية»، ويصفه البعض بكبير مخرجي أفلام الأكشن، ويقول عنه البعض الثالث بأنه من كبار المخرجين البارعين والمتمكنين في قيادة المجاميع الكبيرة والسيطرة بعدساته على أصعب مواقع التصوير. والحقيقة أن المخرج المصري الكبير حسام الدين مصطفى هو مزيج من كل هذا.

ولد حسام الدين محمد مصطفى في الخامس من مايو 1926 بحي السيدة زينب القاهري العتيق إبنًا لعائلة تعود أصولها لمدينة بورسعيد، حيث كان والده عمدة لقرية الطوابرة التابعة لمركز المنزلة. وفي عام 1950 تخرج من المعهد العالي للسينما، فسافر بعده إلى الولايات المتحدة لدراسة الإخراج على يد كبار المخرجين الأمريكيين في عاصمة السينما العالمية (هوليوود)، ما منحه خبرات عالية في صناعة أفلام الأكشن، ثم عاد إلى مصر سنة 1956 ليمارس الإخراج، وتوفي بمنزله في القاهرة في 22 فبراير 2000 على إثر جلطة قلبية، بعد أربع زيجات كان أشهرها زواجه من الفنانة نيللي على إثر قصة حب بدأت في بيروت، وبعد أن قدم نحو مائة فيلم ببصمته الخاصة، منها فيلم يتيم في قائمة أفضل 100 فيلم مصري هو «السمان والخريف» الذي أخرجه عام 1967، من بطولة نادية لطفي ومحمود مرسي وعبدالله غيث.

ويبدو أن عدم تصنيف أفلام أخرى له ضمن القائمة المذكورة، له علاقة بمواقفه السياسية ودخوله في العديد من الصدامات مع نقابة السينمائيين تارة بسبب سفره إلى إسرائيل ودفاعه عن التطبيع، وتارة بسبب بعض أفلامه الجريئة (مثلاً فيلم «درب الهوى» الذي أخرجه عام 1983 من بطولة مديحة كامل ويسرا وشويكار ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكي وفاروق الفيشاوي، وتعرض بسببه لحرب شعواء كون الفيلم يتطرق للدعارة).

ومع أن مهنته وتخصصه هو الإخراج، إلا أنه ظهر في عدد من الأفلام كممثل على نحو ما فعله زميله يوسف شاهين، ومن قبلهما توغو مرزاحي. فقد ظهر في 5 أفلام لم يكن هو مخرجها أو مؤلفها، إما بشخصيته الحقيقية (كما في فيلم «إسكندرية كمان وكمان» ليوسف شاهين سنة 1990، وفيلم «شقاوة رجالة» سنة 1966) أو في أحد الأدوار مثل دور مدير التحرير في فيلم «شنبو في المصيدة» سنة 1968، ودور أحد ركاب القطار في فيلم «سر الهاربة» سنة 1963.

إلى ذلك عمل في التصوير فصور 15 فيلمًا من إخراجه، وكتب السيناريو أو الحوار أو كليهما لنحو 16 فيلمًا من أفلامه، وانتج سبعة من أفلامه بنفسه، ناهيك عن أنه أخرج 12 مسلسلاً تلفزيونيًا أهمها: الدمعة الحزينة، سباق الثعالب، توالت الأحداث عاصفة، الفرسان الأبطال، عصر الأئمة، أبوحنيفة النعمان، الحب قبل السيف، الإمام إبن حزم، ونسر الشرق.

كتبت عنه إحدى الصحف المصرية قائلة: «يستطيع المشاهد المثقف بسهولة أن يعدد ميزات ومساوئ المخرج، إلا أن اسمًا واحدًا بارزًا جمع بين كل الميزات والمساوئ، وهو حسام الدين مصطفى». وهذا القول ربما كان إشارة إلى حقيقة أن مصطفى الذي أخرج عددا من الأفلام المصرية الخالدة (مثل فيلمه الأول كفاية يا عين/‏1956، الشيماء أخت الرسول/‏1972، الله أكبر/‏1959، رجال في العاصفة/‏1960، أبو الليل/‏1960، صراع في الجبل/‏61، بقايا عذراء/‏62، الطريق/‏1964، هارب من الأيام/‏1965، كلمة شرف/‏73، غابة من السيقان/‏1974، الرصاصة لا تزال في جيبي/‏1974، الباطنية/‏1980، وكالة البلح/‏1982، درب الهوى/‏1983،السكاكيني/‏1986)، علاوة على أفلام لروائيين محليين وعالميين كبار (مثل «نساء وذئاب» /‏1960 لأمين يوسف غراب، «درب الهوى» /‏1967 و«ووكالة البلح» /‏1983 و«الحرافيش» /‏1986 و«شهد الملكة» /‏1985 لنجيب محفوظ، «قاع المدينة» /‏1974 ليوسف إدريس، «النظارة السوداء» /‏1963 لإحسان عبدالقدوس، «الإخوة الأعداء» /‏1974 و«سونيا والمجنون» /‏1977 المقتبسين عن روايتي «الإخوة كرامازوف» و«الجريمة والعقاب» على التوالي للكاتب الروسي دوستويفسكي) هو نفسه الذي أخرج أفلامًا أقل من عادية وتافهة مثل «شنبو في المصيدة» و«عالم مضحك جدا» و«شياطين البحر» و«شاطيء المرح» و«الشياطين الثلاث».

وعلى العكس من قول الصحيفة المصرية، فقد أشاد به معلمه الأمريكي زمن دراسته في الولايات المتحدة المخرج والمنتج العالمي «سيسيل ديميل»، حينما حضر إلى مصر سنة 1956 لتصوير المشاهد الخارجية من فيلم «الوصايا العشر». إذ اختار حسام الدين ليكون ضمن المخرجين المساعدين الثمانين له، ولم يخص بالشكر والتحية سوى عبدالسلام موسى الذي عمل معه في فيلم «شمشون ودليلة» وحسام الدين مصطفى الذي عمل معه في فيلم «أعظم عرض في العالم» الفائز بجائزة الأوسكار.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد