: آخر تحديث

أقرب الطرق إلى السعادة

17
13
13
مواضيع ذات صلة

سعادة غامرة تشع من عيون الحاضرين في حفل وضع حجر الأساس لمشروع مركز المهندس عثمان الخويطر لأبحاث الإعاقة وافتتاح وقف عبدالله الزامل السليم، برعاية وحضور أمير القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز، وحضور محافظ عنيزة الأستاذ عبدالرحمن البراهيم السليم، وذلك في مقر جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية. والسعادة الأكثر كانت من نصيب القائمين على الجمعية، وعلى الأخص رئيسها الأستاذ عبدالله اليحيى السليم، وزملائه أعضاء مجلس الإدارة وموظفيها والداعمين لها في ذلك اليوم المفرح الجميل.

النجاح يقود إلى نجاح أكثر، وعنيزة انفتحت شهيتها على المزيد من أعمال الخير لخدمة ذوي الإعاقة في جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية، وجمعية وفاء لرعاية كبار السن، وفي مركز القصيم العلمي المتميز، وجمعية الصالحية وغيرها كثير.

ومركز الأبحاث هو الأخير من مشروعات جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية لخدمة المعاقين من الذكور والإناث ولجميع الأعمار، وهو الرابع من أوقاف المهندس عثمان الخويطر الذي وهب جلّ ما يملك لهذه المشروعات، فهو لا يملك شركات أو مؤسسات تجارية، لكنه يملك قلباً كبيراً، وحباً عميقاً للخير والبذل والعطاء. وأنا على يقين أنه في يوم الافتتاح كان من أسعد الناس على هذا الكوكب، رأيت ذلك، وقرأته في ملامح وجهه، وفي ابتسامته العذبة التي رسمت لوحة فنية جميلة تزينها تجاعيد سنين من الحب والوفاء لهذا الوطن في أكثر من مجال.

أبدعت الجمعية في الإعداد لهذا الحفل البهيج، وتولى تقديم الحفل أبناء الجمعية من ذوي الإعاقة بدءاً بالقرآن الكريم ثم الترحيب والأوبريت الجميل، وتزينت القاعة بحضور كثيف، أكثره من السيدات.

هنيئاً لعنيزة بهذا الحراك الهادف والمفيد، والموجه لأضعف حلقات المجتمع، وهنيئاً للقصيم برجالها المخلصين، وبأميرها الذي يحرص على الدعم والحضور لمثل هذه المناسبات، ولرجال أسرة السليم التي تقف خلف هذا الحراك والعمل الجماعي داخل مجتمع عنيزة. وللفائدة أقدم الملاحظات الآتية:

أولاً، حين أضرب المثل بعنيزة وجهودها لخدمة المعاقين، وفي محاولة لإقناع أصحاب المناصب والحظوة في بقية مدن ومحافظات المملكة لمجاراة عنيزة في نشاطها، الاستفادة من خبرات هذه المحافظة في العمل الخيري ودعم الجمعيات الخيرية والمتخصصة، أجد أن الإجابة واحدة: «عنيزة فيها أغنياء»، وكأنه لا يوجد أغنياء إلا في هذه المدينة، مع أن معظم مدن المملكة تزخر بعدد وافر من الأغنياء ورجال الأعمال الذين على أتم الاستعداد لدعم المشروعات الخيرية، خصوصاً للمحتاجين وذوي الإعاقة وكبار السن، وكل ما له علاقة بالتدريب والتعليم والصحة. لكن من لديهم أوقاف أو أموال يرغبون في بذلها بحاجة إلى أربع خطوات مهمة: الأولى، هم بحاجة إلى من يطرق أبوابهم، فالأبواب لا تفتح إلا لمن يطرقها. الثانية، من يطرق أبوابهم يكون ممن تتوافر فيه الأمانة والصدق حتى يطمئنوا إلى أن أموالهم بأيدٍ أمينة، وأنه سيستفاد منها على الوجه الصحيح، والثالثة، وجود مخططات ودراسات على أرض الواقع، وليس طلب الأموال فقط. والرابعة، التواصل مع المانحين وإبلاغهم أولاً بأول عن تطورات المشروعات وضمان جودة تنفيذها.

ثانياً، يتوفر البذل والعطاء والعمل الجماعي المشترك حين يقوده أمراء المناطق ومحافظو المدن وميسوروها ووجهاؤها، مما يسهل الإجراءات ويضمن نجاح العمل. ومن أهم الخطوات توفير الأرض التي ستقام عليها المشروعات، مع احتساب التوسع مستقبلي، ثم القدوة في البذل، وهذا ما تم قبل أشهر في منطقة جازان، حين وفر أميرها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الأرض التي أقيم عليها مركز الأمير تركي بن ناصر للطيف التوحدي. ومن المشروعات التي افتتحت أخيراً مشروع جمعية إكرام «منتجع إكرام» للمسنين على مستوى المملكة، والذي افتتح قبل أيام في منطقة الباحة في محافظة بلجرشي.

ثالثاً، القطاع الثالث الخيري من أهم وسائل مكافحة البطالة، وعلى سبيل المثال، توظف جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية نحو أربعمئة شخص، معظمهم من بنات المحافظة، وستكون مكافحة البطالة فعالة حين يتم التركيز في العمل الخيري على التدريب والتأهيل، وإقامة المشروعات غير الربحية من أجل خدمة المنطقة وخلق المزيد من الوظائف للشباب من الجنسين.

المشروعات الخيرية تتوالى تباعاً، داخل المملكة وخارجها، بدعم وتشجيع من خادم الحرمين وولي عهده الأمير محمد -يحفظهما الله-.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.