: آخر تحديث

الحرب الأوكرانية.. آثار وتداعيات

29
33
35
مواضيع ذات صلة

على ضوء ما يحدث في أوكرانيا من تطورات متسارعة ونتيجة للحرب المدمرة القائمة هناك بين روسيا من جانب وأوكرانيا مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي من جانب آخر، يحبس العالم أجمع أنفاسه خوفاً وهلعاً من تطور الأوضاع إلى حرب عالمية ثالثة تدخل فيها الأسلحة النووية والجرثومية.
عندما إنهار الاتحاد السوفييتي السابق، وانتهت الحرب الباردة بين الرأسمالية والشيوعية، اعتقدنا جميعاً كبشر بأن الحروب العالمية الكبرى قد اختفت هي الأخرى، وأصبحت شيئاً من الماضي.
وعندما قام الرئيس بوتين بزيارة الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن اعتقدنا أيضاً بأن العالم قد فتح صفحة جديدة من التبادل التجاري الحر بين الدول وبأن آثار النمو الاقتصادي ستعم العالم أجمع، وبأن الأسلحة النووية، قد وضعت جانباً وسيتم تدميرها قريباً عن بكرة أبيها، وبأن الوئام والسلام العالمي قد تحقق أخيراً بعد معاناة طويلة فيما بعد الحرب العالمية الثانية، وسيسود ما يعرف بالتقدم الأخلاقي واحترام الدول لبعضها بعضاً وتبادل المصالح فيما بينها، لكن الحرب الدائرة الآن في أوكرانيا أثبتت باليقين القاطع بأن شيئاً من ذلك لم يحدث حقيقة حتى الآن.
ورغم أن الحرب الحالية ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، إلا أن الحروب الطاحنة التي تدخل فيها الدول الكبرى والعظمى، لا بد وأن تطال شظاياها الجميع، الداخلين فيها مباشرة وأولئك الذين ليس لهم دخل بها.
الحروب المدمرة، التي تدور في عالم اليوم وإنْ كانت بعيدة عنا، والحرب الدائرة في أوكرانيا ليست استثناءً، على الصعيد الاقتصادي والإنساني على أقل تقدير، لذلك فإن الحذر والاستعداد لكل طارئ أمور واجبة، ولا بد من اتخاذ إجراءات ومواقف صارمة تحفظ سلامة هذا الوطن وتصون مصالحه وتأمن لشعبه والمقيمين على ترابه كل ما من شأنه أن يحفظ لهم الأمن والأمان والعيش الرغيد.
في أوقات الحروب، خاصة تلك التي يمكن لها أن تهدد الأمن والسلام العالمي على نطاق واسع، لا بد لدولة الإمارات أن تحافظ على سلامة جبهتها الداخلية، وهذا الأمر يتأتى في الظروف الحالية من خلال أمور بدهية أهمها تأمين مخزونات الغذاء والدواء والمواد الأساسية الأخرى، وتأمين خطوط مواصلات واتصال آمنة خاصة مع الدول والمناطق التي تصلنا منها المواد التموينية الأساسية، ومن ثم تأمين الجبهة الداخلية ومحاربة الإشاعات والقيل والقال وكل ما من شأنه أن يمس بالأمن وسلامة الإنسان والمجتمع.
ورغم أن هذه الأمور متوفرة بشكل كامل في جميع أنحاء البلاد بحمد من الله وتوفيقه ويقظة الدولة والمجتمع، إلا أن الزيادة منها وترسيخها في أوقات الطوارئ والأزمات هي أمور محمودة ومطالب ملحة لا بد من الإكثار منها، تحسباً لكل أمر مستجد.
نحن في هذه البلاد نابذون للحروب، ولكافة أشكال العنف في علاقات الدول ببعضها بعضاً، ودعاة سلام ووئام لهذا العالم منذ أن تأسست الدولة الاتحادية، لذلك فإن الذي نتمناه حقاً وحقيقة، هو أن تتوقف الحرب الحالية في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، انطلاقاً من الإيمان بأن الحروب لا تجلب سوى الهلاك للبشر والدمار للأوطان.
إن هذه الحرب مساراتها القادمة غير معروفة مثلما هي غير مأمونة ومهددة لسلام العالم وأمنه، إن لم يكن لبقاء البشرية جهة ترزق على وجه البسيطة، فالتقدم المرعب للتكنولوجيا الحديثة على الصعيد العسكري وأسلحة الدمار الشامل من نووية وكيميائية وجرثومية هي أمور مرعبة ومهددة جداً لبقاء الكرة الأرضية وقاطنيها.
لذلك فإن ما يعول عليه البشر حالياً لإنهاء هذه الحرب المدمرة، هو العودة إلى الرشد والعودة إلى الأخلاق والمبادئ القانونية وقواعد السلوك القويم في استخدام القوة، وهذه جميعها أمور في متناول أيادي القادة الذين يديرون هذه الحرب، والذين يناشدهم العالم أجمع بإيقافها على الفور ودون تردد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد