: آخر تحديث

الكوميديان الذى يُقاتل!

23
27
30
مواضيع ذات صلة

في سنة ١٩٨٩ أصبح فاتسلاف هافيل رئيسًا لتشيكوسلوفاكيا، وكانت حالته من المرات النادرة التي يصبح فيها كاتب مسرحى مثله رئيسًا، ولكنه نجح بعدها في أن يعود رئيسًا من جديد لجمهورية التشيك بعد انقسام تشيكوسلوفاكيا إلى دولتين!

وقبل أربعة أعوام أصبح جورج ويا رئيسًا لليبيريا، وكانت حالته حالة فريدة هي الأخرى، لأنه لاعب كرة قدم ولم يكن من رجال السياسة في أي يوم!

وفى ٢٠١٩ صار الممثل الكوميدى فولوديمير زيلينسكى رئيسًا لأوكرانيا، ولم يكن يعلم وهو يرشح نفسه في سباق الرئاسة أن بلاده ستواجه معه أصعب اللحظات منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتى السابق في ١٩٩١، ولكنه أثبت إلى الآن صلابة وصمودًا لم يكن أحد يتوقعهما منه في مواجهة الغزو الروسى لبلاده.. فلايزال يقيم في العاصمة، ولايزال يرفض مغادرتها، ولايزال يدعو شعبه إلى المقاومة والقتال!

ولا تنشغل محطات التليفزيون الكبيرة حول العالم هذه الأيام بشىء قدر انشغالها بشراء حق عرض الأعمال الفنية التي كان التليفزيون الأوكرانى قد عرضها لزيلينسكى أيام اشتغاله بالفن!

ومن بين المسلسلات الكوميدية التي لعب فيها دور البطل، مسلسل اسمه «خادم الشعب».. ومن الغريب أنه قام فيه بدور مدرس تاريخ نجح في أن يصبح رئيسًا.. وكأنه وهو يصور هذا المسلسل ويعرضه في ٢٠١٥ كان يقرأ المستقبل ويتنبأ بما سوف يكون عليه أن يقوم به في بلده لاحقًا!

ولا تعرف الشركة التي أنتجت المسلسل قبل سبع سنوات كيف تواجه الطلب العالمى المتزايد عليه، ولا كيف يمكن أن يتم عرض عمل كوميدى يضحك له المشاهدون، بينما بطل هذا العمل الكوميدى نفسه يقاتل مع شعبه لصد القوات الروسية؟!

ولكن المحطات التي تشترى المسلسل وتدفع فيه الكثير لا تلتفت إلى شىء من هذا، فما يهمها أن كل مشاهد حول العالم سوف يكون مشدودًا إلى رؤية زيلينسكى ممثلًا على الشاشة، بعد أن تابع مقاومته وصموده في مواجهة الجيش الروسى.. ما يهم المحطات هو ما سوف تكسبه من وراء المسلسل، ومن وراء كل أعمال الرئيس الأوكرانى الفنية التي ستحقق مشاهدات عالية على كل شاشة!.. ولاتزال الحروب بابًا للتعاسة على قوم، وبابًا للمال والغنيمة على قوم آخرين!.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد