: آخر تحديث

تنويع الاستثمار والأزمة الروسية الأوكرانية

32
30
35
مواضيع ذات صلة

منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية في 24 شباط (فبراير) 2022، سلطت الأضواء على ضرورة تنويع Diversification سبل الاستمثار بالنسبة إلى المستثمرين من أجل حماية ثرواتهم وتنميتها وبنائها، في وقت تقلبت فيه جميع أسواق الأسهم الأمريكية الرئيسة الثلاث S&P 500 وDow Jones وNasdaq، وشهدت انخفاضات بعد جلسات متقلبة.

وأدخلت هذه الحرب حالة جديدة من المشكوكية وعدم اليقين Uncertainty إلى سوق الأوراق المالية التي بدأت بداية هشة هذا العام. حيث شهد مؤشر S&P 500 أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ أيار (مايو) 2020 وسط حرب قد لا يرى نهاية لها في الأفق القريب، إلى جانب تزايد العقوبات من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، ما أسهم في تعطل صادرات الطاقة الروسية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة العالمية، ومن المرجح أن يعاني الاقتصاد الأوروبي كذلك كما ذكر المحللون. واختلط الحابل بالنابل في سوق أسهم منطقة آسيا والمحيط الهادي في تعاملات متضاربة، وارتفعت العقود الآجلة الأوروبية بشكل طفيف.

لقد كانت الأسواق متأرجحة حيث أثرت تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية في المستثمرين وانكشاف بعض محافظ الاستثمار. واستمر الروبل الروسي في الوصول إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، وظلت سوق الأسهم الروسية مغلقة منذ 25 شباط (فبراير)، في حين ارتفع النفط إلى مستوى 130 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 2008 حين وقعت الأزمة المالية العالمية، وكذلك ارتفعت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية.

وشملت العقوبات من عدة دول منها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وسويسرا واليابان وأستراليا. فقد حظرت الولايات المتحدة استيراد النفط الروسي والغاز الطبيعي المسال والفحم إلى أراضيها، وحظرت أي استثمارات أمريكية في قطاع الطاقة الروسي. وتعهدت المملكة المتحدة بالتخلص التدريجي من واردات النفط الروسية بحلول نهاية العام، بينما كشف الاتحاد الأوروبي عن مقترح لأمن الطاقة من أجل تنويع الإمدادات بعيدا عن روسيا مع التركيز على الغاز الطبيعي المسال وإمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب. وهذا بلاشك سيؤدي إلى إبطاء مسيرة النمو العالمي وزيادة التضخم.


يقول نيجل جرين، الرئيس التنفيذي ومؤسس مجموعة deVere Group، وهي إحدى أكبر مؤسسات الاستشارات المالية المستقلة وإدارة الأصول والتقنية المالية، "لقد سلطت الحرب الروسية الأوكرانية الضوء على أهمية تنويع المحافظ بالنسبة إلى المستثمرين إذا أرادوا حماية ثرواتهم وبنائها، والتنويع ممارسة معروفة من أجل توزيع الاستثمارات، بحيث يكون التعرض لأي نوع من الأصول محدودا". لقد كان المستثمرون يندفعون في القطاعات التي يمكن أن تستفيد من ارتفاع التضخم وتحسن الاقتصاد، مثل الأسهم المالية والصناعية والطاقة وأسهم التقنية.

ورغم هذا النمو في دوران القيمة، توقفت في الوقت الحالي، حيث يركز العالم الآن على تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية. لقد كانت الأزمة بمنزلة ناقوس خطر إلى عموم الاستثمارات والاقتصاد، ويذكرنا بمدى السرعة التي يمكن أن يتغير بها العالم ومدى أهمية التنويع. ويجب على المستثمر الذكي دمج أسهم القيمة والنمو في محافظه الاستثمارية المتنوعة.

إن الاضطرابات المتزايدة الناجمة عن التطورات الجيوسياسية الضخمة، مثل الأزمة الروسية الأوكرانية، لها عواقب وخيمة بعيدة المدى وتعني أنه الآن وأكثر من أي وقت مضى يجب على المستثمرين سواء المنظمات أو الأفراد أو غيرهما، أن يكونوا متنوعين في استثماراتهم قدر الإمكان من أجل تعظيم العوائد مقارنة بالمخاطر المحدقة، وضرورة توزيع الاستثمارات عبر المناطق الجغرافية والقطاعية وفئات الأصول.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد