: آخر تحديث

المغرب و«البريكسيت».. الدولة تربح سياسياً واقتصادياً

257
280
249

 المغرب و«البريكسيت».. الدولة تربح سياسياً واقتصادياً والجالية المغربية في أوروبا متخوفة من العنصرية

 

حسين مجدوبي  

يستمر الاهتمام بمغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بـ»بريكسيت»، ومن ضمن الدول المعنية على مستوى العلاقات الثنائية مع لندن وكذلك الجالية المغربية في أوروبا التي تعتبر نفسها خاسرة بحكم احتمال انغلاق التنقل الى هذا البلد مستقبلاً. وتبلور جزء من الحملة الانتخابية للخروج من بريطانيا ثم قرار الناخب البريطاني في الاختيار حول موضوع الهجرة، حيث وظفت الأحزاب القومية المتطرفة موضوع الهجرة في خطابها بشكل كبير للغاية.

ورغم أن الجالية المغربية في بريطانيا محدودة للغاية مقارنة مع جاليات أخرى بحكم أن بريطانيا لا تعتبر وجهة رئيسية مثل فرنسا واسبانيا وهولندا، إلا أن الآراء التي استقتها جريدة «القدس العربي» من المهاجرين المغاربة كشفت عن قلقهم من البريكسيت.

يقول عزيز.د من اسبانيا لـ«القدس العربي» «خلال السنوات الأخيرة شكلت بريطانيا وجهة للمغاربة المتجنسين بجنسيات دول أوروبية مثل اسبانيا وفرنسا وإيطاليا لأن الأزمة في هذه الدول دفعتهم الى الهجرة نحو المانيا والسويد وحتى نحو بريطانيا». ويضيف «والآن مع التطورات الجارية، لا أحد يفهم كيف سيكون وضع الأوروبيين ومنهم المغاربة المتجنسون». وتعتبر اسبانيا وإيطاليا من الدول التي شهدت هجرة مغربية مكثفة ثم المغاربة أنفسهم هاجروا منهما نحو دول أوروبية أخرى ومنها بريطانيا، ويتعلق الأمر بالمتجنسين. وتعتبر اسبانيا وإيطاليا من الدول التي عانت أزمة اقتصادية قوية ما بين 2008 و2014، ولهذا غادرها جزء من المغاربة المتجنسين.

لكن في دول مستقرة اقتصادياً مثل هولندا وبلجيكا، يبقى التخوف وفق نشطاء الهجرة المغربية هو أن البريكسيت يساهم في تعزيز خطاب الكراهية ضد الأجانب بمن فيهم المتجنسون. ولا يبدو هذا غريباً بحكم أن الحركات القومية المتطرفة تنادي بمغادرة الاتحاد الأوروبي على شاكلة البريكسيت. وتنتظر الجالية المغربية مثل جاليات أخرى احتمال ارتفاع حالات العنصرية وتعزيز الأحزاب القومية اليمينية لحضورها السياسي.

وعلى مستوى العلاقات المغربية-البريطانية، عملياً يعتبر المغرب من الناحية السياسية رابحاً. في هذا الصدد، وكما نشرت «القدس العربي» سابقاً، يصب البريكسيت في صالح الرباط لأن بريطانيا كانت تتبنى مواقف غير ودية في قضايا تهم المغرب ومنها ملف الصحراء الغربية. فهذا البلد يقف وراء معظم المبادرات الأوروبية الرامية الى انتقاد المغرب في ملف حقوق الإنسان ومنها في الصحراء ومعارضة الاتفاقيات الاقتصادية مع المغرب التي تشمل الصحراء.

وذهبت تحاليل الى القول بتضرر المغرب اقتصادياً من انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن وفق المراقبين شركاء الاتحاد الأوروبي الرئيسيين سيستفيدون من البريكسيت. ويدخل جزء هام من العلاقات الاقتصادية-البريطانية في إطار علاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي، والآن أصبح المغرب متحرراً من هذا الإطار ويمكنه تطوير علاقاته الاقتصادية كما يريد مع لندن. وقد تشهد العلاقات الاقتصادية الثنائية جموداً مؤقتاً بسبب الغموض الذي يلف الآن كيفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويبقى العائق الرئيسي أمام المغرب هو عدم توفره على نخبة أنجلوسكسونية يمكنها تطوير العلاقات المغربية-البريطانية رغم العلاقات التاريخية القديمة بين الطرفين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد