إيلاف من الرباط: حذر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء المغربي، من تداعيات الغلاء المتزايد على الاستقرار الاجتماعي والمشاركة السياسية في الانتخابات المقبلة. ودعا إلى إعداد "ميثاق اقتصادي أخلاقي" لضبط السوق الوطنية والحد من المضاربات التي تهدد القدرة الشرائية للمواطنين.
جاء ذلك خلال استضافته في برنامج على القناة التلفزيونية الأولى ليلة الثلاثاء، حيث شدد على أن منطق الجشع بات يضر بالاقتصاد الوطني ويؤثر سلبًا على توازنات السوق. وقال إن غياب الشفافية في سلاسل التوزيع يفاقم أزمة الأسعار، مشيرًا إلى أن الوسطاء يجنون 50% من السعر النهائي للمنتجات الفلاحية، بينما يحصل الفلاح على 30% فقط.
وذكر بركة أن الارتفاع المستمر في أسعار بعض المواد الاستهلاكية، خصوصًا في قطاعات اللحوم والخضروات والفواكه، ليس مجرد انعكاس لقوانين العرض والطلب، بل هو نتيجة لممارسات مضاربين يستغلون الأزمات لتحقيق أرباح غير مشروعة. ورفض خيار تسقيف الأسعار، معتبرًا أنه قد يضر بالفلاحين ويفيد المستوردين على حساب الإنتاج المحلي.
في سياق متصل، أشاد الأمين العام لحزب الاستقلال بالقرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة ذبح الأضحية لهذا العام، معتبرًا أن ذلك جاء استجابة لمعطيات العرض، حيث كان العجز في عدد رؤوس الأغنام يقدر بحوالي ثلاثة ملايين رأس،الأمر الذي كان سيؤدي إلى ارتفاع قياسي في الأسعار.
مخاطر العزوف الانتخابي وسط تحديات اقتصادية
ومع اقتراب الانتخابات التشريعية لعام 2026، حذر بركة من ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع، معتبرًا أن العزوف السياسي مرتبط بالغلاء والبطالة وتدهور القدرة الشرائية. وأكد أن حزب الاستقلال يسعى إلى تحقيق مشاركة مكثفة عبر التواصل المباشر مع المواطنين وتقديم حصيلة واضحة لما جرى تحقيقه خلال الولاية الحكومية الحالية .
من جهته،اعتبر العباس الوردي، المنسق العام لأكاديمية الشباب المغربي، في تصريح لـ"إيلاف"، أن تصريحات بركة تعكس التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، حيث يشعر المواطن بالإحباط نتيجة غلاء المعيشة، ما قد يدفعه للعزوف عن التصويت. وأشار إلى أن الانتخابات السابقة حملت آمالًا كبيرة، لكن استمرار بعض الاختلالات قد يضعف ثقة الناخبين في العملية الانتخابية.
وتأتي تصريحات بركة في سياق حساس يتطلب من حزب الاستقلال تحقيق توازن بين دعمه للتحالف الحكومي ومطالبته بإصلاحات جوهرية. ففي الوقت الذي يدعو فيه إلى إصلاحات اقتصادية عميقة، يسعى الحزب إلى ترسيخ موقعه السياسي استعدادًا للاستحقاقات المقبلة.
وخلص بركة إلى أن الحزب لا يكتفي برفع الشعارات، بل يقدم حلولًا عملية تضمن تحقيق تنمية عادلة وشاملة، تراعي مصالح الفئات الهشة وتحافظ على استقرار الاقتصاد الوطني. كما شدد على ضرورة ميثاق سياسي يمنع ترشح الفاسدين، لضمان نزاهة الانتخابات وإفراز نخب مسؤولة.