إيلاف من الرباط: عاش محمد الأمين الراكب، رئيس الملتقى الصحراوي للدراسات والدبلوماسية الموازية، لحظات صعبة داخل مخيمات تندوف(جنوب غربي الجزائر)، حيث عانى أكثر من عشرين عامًا من الحياة القاسية تحت سيطرة ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر.
معاناته، التي رواها لـ "إيلاف"، تكشف عن صورة مظلمة لحياة المحتجزين الصحراويين في المخيمات ، صورة مليئة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقمع الذي فرضته هذه القوى على السكان. لكنه اليوم، بعد أن عاد إلى وطنه الأم المغرب، أصبح يتنفس هواء الحرية والديمقراطية، ويعيش واقعًا مختلفًا تمامًا عما كان يعيشه في المخيمات.
يصف الراكب بتفاصيل مؤلمة تلك الفترة قائلاً: "كنا نسمع بأذن واحدة ونرى بعين واحدة، تلك التي تفرضها جبهة البوليساريو، في ظل طوق أمني لا يرحم"، ويضيف بألم "كنا نعيش حياة معزولة عن العالم الخارجي، إذ كانت الانتهاكات تتوالى علينا بشكل يومي، وتزداد حدة كلما تجرأنا على التعبير عن رأينا". ويقول إن الظروف في المخيمات كانت غير إنسانية، ذلك أن السكان هناك يفتقدون إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
العودة إلى المغرب: حلم تحقق
بعد أن وعى بظلام المخيمات، هزه الأمل في العودة إلى الوطن، وظل ضوء العودة مشعًا في قلبه طوال تلك السنوات، وتحقق له ذلك فارا من سجن كبير، ووجد نفسه أخيرًا في أرض الوطن، "مغرب محمد السادس، مغرب الأمن والأمان، مغرب الحريات والديمقراطية، مغرب الإصلاح والمصالحة"، كما يقول.
وحينما يتحدث الراكب اليوم عن ذلك، تتبدد أمامه كل صور المعاناة، ليشيد بما تحقق على أرض الصحراء المغربية، حيث ينعم أهلها بالأمن والكرامة. ويضيف "ما أعظم أن تعود إلى وطنك الأم، حيث يشعر المواطن بكرامته، ويعيش في كنف دولة الحق والقانون، ونتمتع بحقوقنا المدنية والسياسية"، ويتابع قائلا "في المغرب، الشعب يختار ممثليه بحرية كاملة، في انتخابات شفافة ونزيهة. وفي الأقاليم الجنوبية، نعيش يومًا بعد يوم تطورًا ملموسًا بفضل الرعاية الملكية السامية، عبر مشاريع تنموية عملاقة وغير مسبوقة".
النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية أحدث تغيير جذري
يشير الراكب إلى أن مشاريع النموذج التنموي التي أشرف عليها العاهل المغربي الملك محمد السادس، ساهمت في تغيير ملامح الصحراء بشكل جذري، وأضافت مشاريع ضخمة في مختلف المجالات، كان لها الأثر الكبير على مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الأقاليم الجنوبية.
في سياق ذلك، يُعتبر هذا النموذج حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، وهو برهان على التزام المغرب بتطوير كل شبر من أرضه.
دبلوماسية حكيمة ورسائل للجزائر
ووجه الراكب رسائل إلى الجزائر، داعيًا إياها إلى العودة لمنطق الحكمة والأخوة، بدلاً من تبني سياسة العداء. وقال "ندعو حكام الجزائر إلى أن يتقوا الله في ثروات شعبهم، وأن يوجهوا دعمهم إلى تعزيز التنمية داخل بلادهم بدلاً من الاستمرار في دعم الانفصال"، مشيرا إلى أن الحل الوحيد الذي يضمن الاستقرار في المنطقة هو مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي يوفر الأمن والكرامة لسكان الصحراء المغربية ويقطع الطريق على استمرار معاناة أهالي المخيمات.