إيلاف من موسكو: حذر الكرملين، الأربعاء، من أن الهجوم على جماعة "حزب الله" اللبنانية وغيرها باستخدام أجهزة النداء الـ"بيجر" Pager المتفجرة قد يصبح محفزاً لصراع إقليمي أوسع، داعياً إلى تحديد هوية مرتكبيه عبر إجراء تحقيق.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "ما حدث، أياً كان، يؤدي بالتأكيد إلى تصعيد التوتر. المنطقة (الشرق الأوسط) نفسها في حالة متفجرة، وبالتأكيد فإن حادثاً مثل هذا، لديه القدرة على أن يكون محفزاً لخروج الوضع عن السيطرة".
وأضاف: "بالطبع، نعتقد أنه يجب إجراء تحقيق شامل في هذا الحادث، وتحديد أسباب وظروف ما حدث، وبالطبع تحديد هوية أولئك الذين يقفون وراء هذه الانفجارات الجماعية لمعدات الاتصالات".
وأوضح بيسكوف أن نتائج مثل هذا التحقيق ستسمح للمتخصصين بالقضاء على خطر حدوث شيء مماثل في روسيا أو في أي مكان آخر.
وذكرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في بيان: "يبدو أن منظمي هذا الهجوم عالي التقنية سعوا عمداً إلى إثارة مواجهة مسلحة واسعة النطاق من أجل إثارة حرب كبرى في الشرق الأوسط".
"حرب هجينة"
واعتبرت الخارجية الروسية في وقت سابق الأربعاء، أن الهجوم كان عملاً من أعمال الحرب الهجينة ضد لبنان، حيث قالت إن الآلاف من الأبرياء أصيبوا.
وشهد هجوم الثلاثاء، تفجير آلاف أجهزة النداء في جميع أنحاء لبنان، ما أودى بحياة 12 شخصاً وأصاب نحو 3 آلاف آخرين، بما في ذلك أعضاء في الجماعة وسفير إيران في بيروت.
وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لـ"رويترز"، إن وكالة التجسس الإسرائيلية "الموساد"، زرعت متفجرات داخل 5 آلاف جهاز نداء استوردتها جماعة حزب الله اللبنانية قبل أشهر من تفجيرات الثلاثاء.
وتعد العملية خرقاً أمنياً لم يسبق له مثيل يستهدف "حزب الله" تم خلاله تفجير آلاف الأجهزة في أنحاء لبنان.
وذكر المصدر الأمني اللبناني أن أجهزة البيجر من إنتاج شركة "جولد أبوللو" ومقرها تايوان. إلا أن "جولد أبوللو" قالت في بيان إنها لم تصنع الأجهزة موضحة أنها من إنتاج شركة "بي.إيه.سي" التي تتخذ من العاصمة المجرية بودابست مقراً، ولديها ترخيص لاستخدام العلامة التجارية لـ"جولد أبوللو".
وتوعدت الجماعة المتحالفة مع إيران بالرد على إسرائيل. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الانفجارات.
أكبر خرق أمني
وما زال حزب الله يحاول التعافي من صدمة الهجوم الذي تسبب في مصرع أو إصابة مقاتلين ومدنيين. وقال مسؤول بالجماعة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الانفجارات تمثل "أكبر خرق أمني" في تاريخ الجماعة.
وفي خطاب ألقاه في 13 فبراير، حذر الأمين العام للجماعة حسن نصر الله أنصاره بشدة من أن هواتفهم أكثر خطورة من جواسيس إسرائيل قائلاً: "أغلقوها وادفنوها وضعوها في صندوق من حديد وأقفلوها، افعلوا ذلك من أجل الأمن وحماية دماء وكرامات الناس".
وبدلاً من الهواتف المحمولة، اختارت الجماعة توزيع أجهزة البيجر على أعضائها عبر فروعها المختلفة من المقاتلين إلى المسعفين العاملين في خدمات الإغاثة.
وأظهرت لقطات من المستشفيات راجعتها "رويترز" أن الانفجارات أدت إلى إصابة كثيرين من أعضاء "حزب الله". ويعاني الجرحى من إصابات متفاوتة في الوجه، إضافة إلى بتر أصابع وجروح غائرة في الفخذ والبطن حيث توضع أجهزة البيجر عادة.
وأدى إطلاق "حزب الله" للصواريخ غداة السابع من أكتوبر إلى فتح جبهة ثانية للصراع. ومنذ ذلك الحين يتبادل "حزب الله" وإسرائيل بشكل شبه يومي إطلاق الصواريخ ونيران المدفعية والقذائف، فيما تنفذ الطائرات الإسرائيلية ضربات في عمق الأراضي اللبنانية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن، الاثنين المنصرم، إن الفرص تتضاءل أمام أي حل دبلوماسي للمواجهة مع حزب الله.