إيلاف من القاهرة: منذ أن وقعت مصر اتفاق السلام مع إسرائيل، وهي تعلن في كل مناسبة أن جيشها لا يخرج "خارج حدودها"، بل فقط يدافع أرضها وأمنها القومي، في إشارة إلى أنه "جيش دفاع" وليس "جيش غزو وهجوم"، وعلى الرغم من ذلك فقد كان للجيش المصري حضوره في ليبيا بطريقة خاطفة خلال السنوات القليلة الماضية حفاظاً على الأمن القومي المصري، وإن كان من خارج الحدود.
ومن نفس المنظور المتعلق بالأمن القومي المصري، أصبحت علاقة مصر مع إثيوبيا متوترة على خلفية بناء أديس أبابا سد النهضة، وتهديد حصة مصر في مياه النيل، الأمر الذي دفع البعض للحديث عن امكانية حدوث مواجهة عسكرية بين القاهرة وأديس أبابا، خاصة بعد أن بلغت الخطوات التفاوضية مداها، ولم تسفر عن نتائج إيجابية على أرض الواقع.
وبالنظر إلى الجغرافيا، فليست هناك حدود مشتركة بين مصر وإثيوبيا، الأمر الذي دفع مصر للإقتراب على الأرض من الحدود الإثيوبية عن طريق جيرانها في منطقة القرن الأفريقي، وخاصة في الصومال (باتفاقية تعاون عسكري)، وبدرجة أقل مع جيبوتي وأريتريا.
برتوكول عسكري مصري صومالي
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، إن البروتوكول العسكري الذي جرى توقيعه بين مصر والصومال، يستهدف بشكل أساسي دعم القاهرة لمقديشو، ما يعني تحقيق هدفين مباشرين: الأول القضاء على الإرهاب ممثلا في منظمة الشباب التي خرجت من عنق الجماعات المتطرفة، والثاني وقف التغول الإثيوبي على الأراضي الصومالية، بعد الاتفاق "غير القانوني" بين أديس أبابا وصوماليا لاند.
اتفاق لمصالح استراتيجية
بدوره، ووفقاً لـ"سكاي نيوز" اعتبر الأمين العام للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير علي الحفني أن"مصر تمتلك مقومات وقدرات كثيرة في مجال التأهيل والتدريب العسكري، وبالتالي ستساعد الصومال في تأهيل الجيش بما يُمكنه من مواجهة الإرهاب، والسيطرة على كافة مناطقها وسط التوتر الراهن".
تنسيق مصري أريتري
يذكر أنه في الوقت الذي اتفقت فيه مصر وإريتريا على التنسيق المكثف إزاء كافة القضايا المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن، سعيا لدعم الأمن والاستقرار بمنطقة القرن الأفريقي، والبحر الأحمر وباب المندب، صادق الاتحاد الإفريقي على انضمام القوات المصرية إلى بعثة حفظ السلام في الصومال لأول مرة، بديلا للقوات الإثيوبية التي ستنتهي مهمتها في كانون الثاني (يناير) 2025.
ووفرت مصر وإريتريا دعما معنويا للصومال في خلافه مع إثيوبيا وفقاً لتقرير لموقع "الصفحة الأولى"، بعد توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع جمهورية أرض الصومال "صوماليا لاند" للسيطرة علي ميناء بربرة الصومالي وهو ما يشكل تهديدا للسيادة الصومالية.