الاراضي الفلسطينية: يشهد قطاع غزة الجمعة معارك وقصفا من شماله الى جنوبه، بينما من المتوقع أن تبتّ محكمة العدل الدولية في طلب جنوب أفريقيا وقف إطلاق النار في الحرب المدمّرة بين إسرائيل وحركة حماس والمتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أن عملياته تتواصل في أنحاء مختلفة من قطاع غزة. وأشار الى عمليات "محدّدة الأهداف" في جباليا في شمال قطاع غزة "ضد بنى تحتية إرهابية"، مشيرا الى مقتل عشرات المقاتلين وتدمير أنفاق ومواقع إطلاق صواريخ، بالإضافة الى العثور على اسلحة مختلفة.
كما أشار الى مواصلة العمليات في وسط القطاع مع استخدام مدفعية الدبابات والغارات الجوية.
وأفاد شهود ومراسلون لوكالة فرانس برس عن قذائف على أحياء مختلفة في مدينة غزة، بما في ذلك حي الزيتون وحي الرمال، وقصف من البحر على ساحل المدينة، مشيرين الى إصابة عدد من الأشخاص بجروح في دير البلح (وسط) ومدينة غزة (شمال).
وأشارت مصادر محلية إلى إطلاق المروحيات والمدفعية الإسرائيلية النار باتجاه مخيم جباليا (شمال).
وقال محمود الشريف (31 عاماً) لوكالة فرانس برس "لا نسمع في المخيم سوى أصوات الانفجارات وإطلاق النار".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل عملياته في رفح في أقصى الجنوب، مشيرا الى العثور على مستودعات أسلحة.
وأفاد مصدر محلي في رفح عن صباح الجمعة عن تقدّم آليات عسكرية إسرائيلية من المنطقة الشرقية للمدينة التي دخلها الجيش في السابع من أيار (مايو) في اتجاه وسط المدينة على أطراف مخيم الشابورة وسط قصف صاروخي ومدفعي وإطلاق نار.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال الخميس "نحن لا ندمّر رفح، بل نعمل بحذر ودقة".
ومنذ بدء التوغل الإسرائيلي في رفح، نزح أكثر من 800 ألف مدني من المدينة، حسبما أعلنت الأمم المتحدة.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتردّ إسرائيل التي تعهّدت بـ"القضاء" على حماس، بقصف مدمّر أتبع بعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبّب بمقتل 35800 شخص معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وخُطف خلال الهجوم 252 شخصاً، لا يزال 121 منهم محتجزين في قطاع غزة بينهم 37 توفوا، وفق آخر تحديث للجيش الإسرائيلي.
وجاء التحديث بعد إعلان الجيش الجمعة سحب جثث ثلاثة رهائن من قطاع غزة في عملية مشتركة للجيش والقوى الأمنية الليلة الماضية. ولم تكن هناك معلومات، وفق الجيش، عن مقتل هؤلاء.
طلب وقف إطلاق النار في لاهاي
في لاهاي، تصدر محكمة العدل الدولية قرارها الجمعة بشأن طلب قدّمته جنوب إفريقيا من أجل الطلب من إسرائيل "وقفا فوريا لإطلاق النار" في قطاع غزة، بما يشمل مدينة رفح.
وتبتّ محكمة العدل الدولية في النزاعات بين الدول، وأحكامها ملزمة قانوناً لكن ليست لديها آليات لتنفيذها.
إلّا أنّ اتخاذ قرار لصالح بريتوريا سيكون بمثابة ضربة جديدة لإسرائيل، بعد قرار سابق لمحكمة العدل يطلب من إسرائيل اتخاذ كل التدابير لمنع وقوع "إبادة" في القطاع الفلسطيني، وفي ظلّ ضغوط دولية تخضع لها تمثّل آخرها في إعلان إسبانيا وإيرلندا والنروج أنها ستعترف بدولة فلسطين اعتباراً من 28 أيار (مايو).
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، طلب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات توقيف ضدّ قادة إسرائيليين من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وقادة في حركة حماس من بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، بتهمة ارتكاب "جرائم ضدّ الإنسانية".
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن خطوة خان بأنّها "شائنة". وحضّ مشرّعون جمهوريون الرئيس الديموقراطي على التحرّك ضدّ المحكمة الجنائية الدولية.
وأعلن رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون الخميس أنّ نتانياهو سيخاطب الكونغرس الأميركي "قريباً".
وأعلن وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كاتس الجمعة أنه قرّر "قطع العلاقة" بين القنصلية الإسبانية في القدس والفلسطينيين، رداً على إعلان رئيس وزراء إسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين.
وكتب كاتس على منصة "إكس"، "قرّرت قطع العلاقة بين الممثلية الإسبانية في إسرائيل والفلسطينيين، ومنع القنصلية الإسبانية في القدس من تقديم الخدمات للفلسطينيين من الضفة الغربية".
مساعدات ومستشفيات ومفاوضات
وبعد توقف منذ مطلع أيار (مايو)، صدرت إشارات على احتمال استئناف المفاوضات للتوصل الى هدنة في قطاع غزة تشمل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وعن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وبعد أن أعلنت الدولة العبرية إعطاء الضوء الأخضر لاستئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن غداة نشر شريط فيديو يظهر لحظة خطف مقاتلين من حركة حماس جنديات إسرائيليات في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز سيتوجه إلى أوروبا "في الأيام المقبلة" للقاء رئيس الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري، في إطار المساعي لإحياء المحادثات.
وتساهم واشنطن والدوحة والقاهرة في الوساطة بين طرفي الحرب. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات تعثّرت على وقع التصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح وتمسّك من جانب حماس بوقف إطلاق نار دائم.
ومنذ سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، توقّف الى حدّ كبير تسليم المساعدات الإنسانية الى القطاع المحاصر، خصوصاً الوقود الضروري للمستشفيات والخدمات اللوجستية الإنسانية.
وقال الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، لوكالة فرانس برس، إن المستشفى "سيتوقف عن العمل... بسبب منع الاحتلال وصول كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولد الوحيد الموجود فيه".