إيلاف من بيروت: هل دخلت المفاوضات من أجل هدنة في غزة إلى طريق مسدود؟ على الرغم من بعض التطمينات بأن ما يجري كله مخاض شديد الألم قبل انفراجة مرتقبة، أكدت إسرائيل على لسان هيئة البث فيها اليوم الاثنين أن مفاوضات وقف النار في قطاع غزة فشلت، محملة حماس مسؤولية هذا الفشل بسبب رفضها بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في غزة خلال الهدنة.
تعنت حماس!
ونسبت الهيئة نفسها إلى مسؤول إسرائيلي قوله إن حماس ماضية في تعنتها على الرغم من التنازلات الكبيرة التي قدمها المفاوض الإسرائيلي في الدوحة أخيرًا، من ناحية حرمان تل أبيب حقها في الاعتراض على قائمة المفرج عنهم مقابل الجنديات، "حتى أن إسرائيل وافقت على الإفراج عن سبعة أسرى فلسطينيين من المحكومين بالمؤبد مقابل إطلاق سراح كل جندية محتجزة في غزة"، كما قال.
وهكذا، يبدو أن الضغط الأميركي على إسرائيل لإبرام صفقة هدنة وتبادل رهائن خلال أيام لم يؤدّ دوره، فيما أعلنت حماس نفسها أن المواقف في الفاوضات الجارية في الدوحة "متباعدة"، محملة إسرائيل المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق، "لأنها ترفض إنهاء الهجوم العسكري على القطاع، وسحب جيشها منه، والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في مناطق الشمال"، بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن المسؤول في حماس سامي أبو زهري.
مسألة رفح
من ناحية رفح، ما زال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مصرًا على اجتياحها، إذ قال الأحد إن جيشه سيدخل رفح ويحقق "نصرًا مطلقًا" على حماس، وسيقضي نهائيًا على زعيمها في غزة يحيى السنوار.
وقال هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب تبحث عن مصادر سلاح بديلة، إذ تخشى القيادة في تل أبيب توقف الدعم العسكري الأميركي في حال اقتحام رفح، لأن هذه النقطة تمثل محور خلاف كبير بين إسرائيل والإدارة الأميركية، خصوصًا بعدما قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، الأحد صراحة: "ربما تكون هناك عواقب بالنسبة إلى إسرائيل إن اقتحمت رفح"، وذلك في مقابلة مع شبكة "آيه بي سي" الإخبارية.
أضافت هاريس: "أوضحنا للإسرائيليين بكل الطرق أن عملية عسكرية كبيرة في رفح هي خطأ فادح، ولا مكان يذهب إليه اللاجئون إليها. كما كنا واضحين جدًا في قولنا إن عددًا كبيرًا من الفلسطينيين الأبرياء قتلوا، لقد وإن الشعبين الإسرائيلي والفلسطينيين متساويان في الحق بالأمن والعيش الكريم".
وثمة دول عدة تنتقد إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين في هذه الحرب، كما تجد إسرائيل نفسها معزولة دوليًا بسبب خلافها العلني مع الإدارة الأميركية، فيما تهددها بريطانيا بحظر توريد السلاح إليها إن لم تسمح للصليب الأحمر بزيارة الأسرى من أهل غزة، بعدما فرضت كندا وبلجيكا وإيطاليا توريد السلاح إلى تل أبيب، وتوقفت جمهورية التشيك وهنغاريا عن دعم إسرائيل.