: آخر تحديث
في أولى خطوات تطبيع العلاقات الثنائية

أرمينيا وأذربيجان تتبادلان أسرى حرب

21
15
17

باكو: تبادلت أرمينيا وأذربيجان الأربعاء أسرى حرب في خطوة أولى نحو تطبيع العلاقات منذ تعثر محادثات السلام بين البلدين بعد استعادة باكو منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها منذ ثلاثة عقود.

وقالت اللجنة الحكومية الأذربيجانية المعنية بأسرى الحرب في بيان "أطلقت أذربيجان 32 جنديًا أرمنيًا وأطلقت أرمينيا جنديَين أذربيجانيَين".

واستمر نزاع لعقود بين البلدين للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ الذي استعادته أذربيجان في هجوم خاطف على الانفصاليين الأرمن في أيلول/سبتمبر.

وأشار البلدان إلى إمكان التوقيع على اتفاق للسلام بحلول أواخر العام لكن محادثات السلام التي لعب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا على حدة دور الوسيط فيها لم تحقق أي تقدم يذكر.

وتعثرت محادثات السلام إلى أن أصدر البلدان إعلانًا مشتركًا في السابع من كانون الأول/ديسمبر أكّدا فيه "نيتهما تطبيع العلاقات وتوقيع اتفاق سلام".

ولفت الإعلان المشترك حينها إلى أن باكو ستطلق سراح 32 من أسرى الحرب الأرمن بينما ستفرج يريفان عن جنديَين أذربيجانيَين، وهو ما حصل بالفعل الأربعاء.

وكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على شبكات التواصل الاجتماعي "31 جنديًا أرمينيًا تمّ أسرهم بين عامَي 2020 و2023 وجندي واحد تم أسره في أيلول/سبتمبر في ناغورني قره باغ عبروا الحدود الأرمينية الأذربيجانية وهم في أرمينيا".

وأكّدت اللجنة الأذربيجانية لأسرى الحرب أن "عملية التبادل جرت في منطقة غازاخ على الحدود الأذربيجانية الأرمينية" وأن الجنود الأرمن خضعوا لفحص من قبل الصليب الأحمر.

ونشر موقع "1نيوز.ايه زد" (1NEWS.AZ) الإخباري في أذربيجان مقطع فيديو يُظهر رجلَين يرافقهما عناصر أمن مقنعين واستجوبهما صحافيون بعدما أُطلق سراحهما.

وقالت يريفان في تشرين الثاني/نوفمبر إن 55 أسيرًا حرب أرمينيًا كانوا محتجزين في باكو هم ستة مدنيين و41 عسكريًا وثمانية مسؤولين انفصاليين من ناغورني قره باغ.

ورحب المجتمع الدولي بالتقدم الدبلوماسي الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي. فقد أشادت به كلّ من تركيا حليفة أذربيجان وروسيا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وبعدما سيطرت القوات الأذربيجانية على ناغورني قره باغ، فرّ جميع السكان الأرمن تقريبًا والبالغ عددهم أكثر من مئة ألف من الإقليم المتنازع عليه إلى أرمينيا.

ولا يزال العديد من المراقبين حذرين بشأن سير المفاوضات، خصوصًا مع تراكم الخلافات وأسباب التوتر بين البلدين على مدى ثلاثين عامًا.

ولا تزال الحدود بين البلدين تشهد حوادث مسلحة تقع بانتظام. وأعلنت أرمينيا الأسبوع الماضي أن أحد جنودها قُتل قرب الحدود مع جيب ناخيتشيفان الأذربيجاني.

والتقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عدة مرات لإجراء محادثات التطبيع بوساطة أوروبية، غير أن العملية تعثرت خلال الشهرين الماضيين بسبب فشل جولتين من المفاوضات.

منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، رفضت أذربيجان المشاركة في مفاوضات مع أرمينيا كان مقررًا عقدها في الولايات المتحدة في 20 من الشهر نفسه بسبب ما وصفته باكو بموقف واشنطن "المنحاز".

وفي تشرين الأول/أكتوبر، رفض علييف المشاركة في مفاوضات مع باشينيان في إسبانيا بسبب "تصريحات مؤيدة لأرمينيا صادرة عن مسؤولين فرنسيين". وكان من المقرر أن ينضمّ كلّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس إلى شارل ميشال في الوساطة في تلك المفاوضات.

ولم يتم إحراز أي تقدم ملموس حتى الآن في جهود الاتحاد الأوروبي لتنظيم جولة جديدة من المفاوضات.

أمّا روسيا التي كانت الوسيطة الإقليمية التقليدية، فرأت نفوذها يتضاءل في منطقة القوقاز.

في 19 أيلول/سبتمبر، أرسل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قواته إلى ناغورني قره باغ بعد يوم واحد من القتال وألقت قوات انفصالية أرمنية سيطرت على المنطقة المتنازع عليها منذ ثلاثة عقود، سلاحها ووافقت على إعادة الاندماج مع أذربيجان.

أسدل انتصار أذربيجان الستار على النزاع الذي أدى الى اندلاع حربين بين أذربيجان وأرمينيا في 2020 وفي تسعينات القرن الفائت أسفرتا عن سقوط عشرات آلاف القتلى من الجانبين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار