حثّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل على وقف القصف الذي يقتل المدنيين في قطاع غزة.
وشدد على أنه يشارك إسرائيل "رغبتها في التخلص من الإرهاب"، لكنه بدا ملحًا على ضرورة وقف قصف المدنيين المستمر منذ ما يزيد على شهر كامل، حيث قُتَِل أكثر من 11078 شخصا، بينهم أكثر من 4506 أطفال حسب أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في القطاع المحاصر.
وقال ماكرون في مقابلة مع بي بي سي غداة "مؤتمر إنساني" في باريس حول غزة: "نحن نشاطر "إسرائيل" وجعها ونشاركها رغبتها في التخلص من الإرهاب"، لكن "في الواقع اليوم ثمة مدنيون يقصفون. هؤلاء الأطفال هؤلاء النساء هؤلاء الكبار في السن يتعرضون للقصف والقتل" و"لا يوجد أي مبرر ولا أي شرعية لذلك. لذا نحض إسرائيل على التوقف".
وأضاف الرئيس الفرنسي "رد الفعل هذا في مكافحة الإرهاب، لأنه صادر عن ديمقراطية، يجب أن يكون وفقا للقواعد الدولية للحرب والقانون الإنساني الدولي".
وردا على سؤال حول انتهاك إسرائيل المحتمل للقانون الدولي، أكد ماكرون أنه "ليس قاضيا"، مبديا قلقه من أن يؤدي "القصف المكثف" لغزة إلى "استياء" في المنطقة.
وشدد ماكرون خلال المؤتمر على أنه "لا يوجد حل آخر سوى هدنة إنسانية أولا" للتحرك نحو "وقف لإطلاق النار يتيح حماية جميع المدنيين الذين لا علاقة لهم بالإرهابيين".
وقال "يستحيل أن نشرح أننا نريد مكافحة الإرهاب من خلال قتل أبرياء".
لقطة من فيديو للمتظاهرين في باريس
تظاهرة
تظاهر نحو ألفي شخص مساء الخميس في باريس للمطالبة بإنهاء "المجزرة في غزة" وبـ"وقف فوري لإطلاق النار"، في تجمع سمحت بها السلطات وخرج بدعوة من نواب من حزب فرنسا الأبية (يسار متطرف) وتجمعات سياسية ونقابية. ومن المقرر خروج تظاهرات أخرى باسم "مسيرات ضد الحرب"، السبت في باريس ومدن أخرى في فرنسا، تنظمها منظمات يسارية.
وشارك نحو ألفي شخص الخميس بتظاهرة في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث تجمع الحشد حاملا أعلاما ولافتات دعم للشعب الفلسطيني وسكان غزة. ثم تفرق المتظاهرون بطريقةٍ سلمية.
شعارات
وردد المتظاهرون بأعلى الصوت شعارات مختلفة مؤيدة للفلسطينيين، بينها "أطفال غزة، أطفال فلسطين، الإنسانية تُقتَل"، و"وقف فوري لإطلاق النار، أوقفوا المجزرة في غزة"، و"إسرائيل قاتلة، (الرئيس إيمانويل) ماكرون متواطئ". وكُتبت على لافتات عدة عبارة "لوقف الإبادة الجماعية في غزة".
خجل من المواقف
وقالت النائبة عن حزب فرنسا الأبية أوريلي تروفيه "نشعر بخجل من موقف ماكرون. ماذا ينتظر للتنديد بجرائم الحرب التي ترتكبها حكومة (بنيامين) نتانياهو؟".
وقالت سارة وهي طالبة في القانون العام تبلغ 27 عاما جاءت للاحتجاج في المساء، لوكالة الأنباء الفرنسية "إننا نواجه إبادة جماعية، ونحن الوحيدون القادرون على إيقاظ ضمائر الحكومات. التزام الصمت أو عدم فعل أي شيء هو تواطؤ".
ومن المقرر خروج مظاهرات أخرى باسم "مسيرات ضد الحرب"، السبت في باريس ومدن أخرى في فرنسا، تنظمها منظمات يسارية.
في تولوز، المدينة الكبيرة في جنوب غرب البلاد، تجمع المئات مساء الخميس للمطالبة بوقف القصف الإسرائيلي على غزة وبـ"احترام حرية التعبير والتظاهر" في فرنسا.
حصيلة القتلى
ومنذ بداية الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية، إلى 9061، بينهم 3760 طفلا.
وأوقع هجوم حماس قرابة 1400 قتيل في إسرائيل، وفق الجيش، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم الذي شنته الحركة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس "تطويق" مدينة غزة، معقل حركة حماس، بينما يتواصل القصف الإسرائيلي بلا هوادة على القطاع المحاصر حيث الوضع الإنساني كارثي.
نتانياهو
وتواجه إسرائيل دعوات متزايدة لضبط النفس في حربها المستمرة منذ السابع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مع حماس، لكنها تقول إن النشطاء المتمركزين في غزة سيستغلون الهدنة لإعادة تجميع صفوفهم.
وفي بيان ردا على تصريحات ماكرون، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن على زعماء العالم أن ينددوا بحماس وليس إسرائيل.