: آخر تحديث
وزير الدفاع السابق يدخل على الخط

تحوّل ملحوظ بموقف بريطانيا من حرب غزة

34
34
31

إيلاف من لندن: لوحظ تحوّل واضح في موقف المملكة المتحدة من حرب غزة، وسط قلق من التطورات الخطيرة، وضرورة وقف إطلاق النار وتأكيد حل الدولتين. 

وأحدث موقف، عبر عنه بن والاس وزير الدفاع السابق في حكومة ريشي سوناك، من أن إسرائيل تخاطر بفقدان سلطتها "القانونية" و"الأخلاقية" إذا استمرت في "غضبها القاتل" في غزة، وناشد جميع الأطراف السعي إلى حل الدولتين.

وفي مقال نشرته صحيفة (ديلي تلغراف)، أصر والاس على أنه لم يكن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة، بل يدعو إسرائيل إلى "وقف هذا الأسلوب الفظ والعشوائي للهجوم".

تأجيج الصراع
وإذا لم يكن الأمر كذلك، قال الوزير السابق إن تصرفات حكومة بنيامين نتانياهو يمكن أن "تؤجج الصراع لمدة 50 عاما أخرى" وكذلك تصعد "تطرف الشباب المسلم في جميع أنحاء العالم".

وعندما سُئل رئيس الوزراء ريشي سوناك عن مقالة وزير الدفاع السابق، خلال رحلة إلى اسكتلندا، قال: كان "من الواضح أن عددًا كبيرًا جدًا من أرواح المدنيين قد فقد" وأن "لا أحد يريد أن يرى هذا الصراع يستمر يومًا أطول مما ينبغي".

وتعرض نتانياهو لانتقادات بسبب التكتيكات التي اتبعتها إسرائيل ضد حماس في أعقاب الهجمات الإرهابية التي نفذتها الحركة في 7 أكتوبر، والتي قالت إسرائيل إنها أدت إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين كرهائن.

وفي حين حصلت إسرائيل على الدعم من البعض للدفاع عن نفسها، فقد تزايد القلق بشأن تأثير الهجوم البري والجوي على المدنيين في قطاع غزة.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، كان هناك تحول في لغة حكومة المملكة المتحدة، حيث انضم وزير الخارجية اللورد كاميرون إلى ألمانيا في الدعوة إلى "وقف دائم لإطلاق النار"، قائلا إن "عددا كبيرا جدا من المدنيين قتلوا".

رد سوناك
وردد السيد سوناك هذه التصريحات يوم الاثنين، قائلا إنه يريد وقفا مستداما للقتال حتى "يتم إطلاق سراح الرهائن، ويتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قبل حماس، ونستمر في الحصول على المزيد من المساعدات".

كما رحب بقرار الحكومة الإسرائيلية فتح معبر آخر في كيرم شالوم، بعد أن تحدث مع نتنياهو حول هذا الموضوع الأسبوع الماضي.

وأضاف سوناك أن "المملكة المتحدة تلعب دورا رائدا في التأكد من وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها".

وفي مقالته، أشار ضابط الجيش السابق وزير الدفاع السابق السيد والاس إلى تجربته خلال الاضطرابات في أيرلندا الشمالية، قائلاً إن إجراءات مثل الاعتقال أظهرت أن "الرد غير المتناسب من قبل الدولة يمكن أن يكون بمثابة أفضل رقيب تجنيد لمنظمة إرهابية".

وقال إنه كان "لا لبس فيه" في إدانته لحماس، لكن في حين أن ملاحقة المنظمة "شرعية فإن محو مساحات واسعة من غزة ليس كذلك".

وأضاف والاس: "إننا ندخل الآن فترة خطيرة حيث يتم تقويض السلطة القانونية الأصلية لإسرائيل في الدفاع عن النفس من خلال أفعالها، إنها ترتكب خطأ فقدان سلطتها الأخلاقية إلى جانب سلطتها القانونية."

عار نتانياهو
وفي إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، كتب: "أنا متأكد من أن العار الذي يشعر به بنيامين نتانياهو لعدم توقع هجمات 7 أكتوبر عميق، خاصة بالنسبة لشخص قدم نفسه على أنه صقر أمني ورجل قوي، لكن ربما هذا العار يدفعه إلى فقدان رؤيته على المدى الطويل".

وأضاف: "خطأ نتانياهو هو تفويت الهجوم في المقام الأول. ولكن إذا كان يعتقد أن الغضب القاتل سيصحح الأمور، فهو مخطئ للغاية. وأساليبه لن تحل هذه المشكلة".

وقال وزير الدفاع السابق: "في الواقع، أعتقد أن تكتيكاته ستغذي الصراع لمدة 50 عامًا أخرى. أفعاله تدفع الشباب المسلم إلى التطرف في جميع أنحاء العالم."

كلام السفيرة الاسرائيلية
كما انتقد السيد والاس سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، تسيبي هوتوفيلي، التي رفضت في مقابلة مع (سكاي نيوز) الأسبوع الماضي حل الدولتين بعد انتهاء الصراع.
وكتب "إنها مخطئة". "لا بد أن يكون هناك. لقد كان هذا هو الحل منذ إنشاء إسرائيل الحديثة."

لكن بن والاس زعم أنه بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، فإن الأصوات الفلسطينية المعتدلة التي تطالب بحل الدولتين ستواجه "الانقراض" و"سينتهي التعاطف الدولي"، مع اضطرار إسرائيل "للوجود في حالة حصار أكبر". لأن حماس ستظل موجودة.

وأضاف الوزير السابق: "إن الطريق إلى السلام، كما هو الحال في أيرلندا الشمالية، يعني أنه يتعين علينا مواصلة المحاولة وبذل كل ما في وسعنا لتهميش التطرف".

وخلص والاس إلى القول: "مع اتفاقات أوسلو، اقتربنا من تحقيق حل الدولتين. والآن حان الوقت لإعادة تنشيط هذه العملية".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار