: آخر تحديث
بعد أسبوع من الهجوم الذي نفذته أذربيجان في المنطقة الانفصالية

أرمينيا تُسجِّل وصول أكثر من 28 ألف لاجئ من ناغورني قره باغ

43
42
43
مواضيع ذات صلة

ممر لاتشين (أذربيجان): تواصل أرمينيا الأربعاء استقبال عشرات آلاف اللاجئين من ناغورني قره باغ، بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز وغالبية سكانها من الأرمن.

وصل نحو 28120 لاجئًا حتى الآن إلى أرمينيا، على ما أعلنت يريفان الثلاثاء. وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أعلن الأسبوع الماضي أنّ بلاده التي يبلغ عدد سكانها 2,9 مليون نسمة تستعدّ لاستقبال 40 ألف لاجئ من ناغورني قره باغ.

وتعهّدت أذربيجان السماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا، وفتحت الأحد الطريق الوحيد الذي يربط ناغورني قره باغ بهذا البلد، بعد أربعة أيام من استسلام الانفصاليين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضع المنطقة تحت سيطرة باكو.

اختناقات مرورية
ويتواصل تدفّق السيارات التي تقل عائلات وممتلكات إلى آخر نقطة تفتيش أذربيجانية قبل دخول الأراضي الأرمينية عن طريق معبر لاتشين. وأدّى التدفق الضخم للاجئين إلى اختناقات مرورية ضخمة على الطريق الوحيد الذي يربط "عاصمة" الإقليم ستيباناكيرت بأرمينيا.

يقول كثيرون إن الرحلة من ستيباناكيرت إلى الحدود، التي تبعد عن "عاصمة" ناغورني قره باغ 80 كيلومترًا، استغرقتهم 24 ساعة، من دون طعام وحتّى دون ماء أحيانًا، خصوصًا أن المنطقة الانفصالية التي كانت خاضعة لحصار أذربيجاني منذ أشهر تفتقر إلى شتّى أنواع السلع الأساسية.

وقال مصدر حكومي أذربيجاني لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن حرس الحدود الاذربيجانيين يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم "جرائم حرب" وسط اللاجئين الذين يغادرون ناغورني قره باغ الى أرمينيا.

والبعض يفرّ مشيًا. وقال رجل أثناء مروره أمام الجنود الأذربيجانيين "طردونا".

وقالت امرأة "تركت بيتي لأبقى على قيد الحياة (...) ليعلم العالم أننا أصبحنا كلابًا مشرّدة".

وبدأ مساء الأحد تدفّق اللاجئين إلى مدينة غوريس التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرين ألف نسمة وتعدّ المحطّة الأولى للفارّين من ناغورني قره باغ.

أمام مسرح غوريس يتواصل تدفّق الحافلات الصغيرة. من هناك يتوّجه البعض إلى يريفان وكبرى المدن الأرمينية.

مساء الاثنين، انفجر مستودع للوقود في الجيب وسط نزوح جماعي، ما أدى إلى مقتل 68 شخصًا على الأقل وإصابة 290 آخرين فيما اعتُبر 105 آخرون في عداد المفقودين، وفق الانفصاليين.

مواجهات
أرمينيا وأذربيجان جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان تواجهتا عسكريًا في ناغورني قره باغ في الفترة الممتدة من العام 1988 إلى العام 1994 (30 ألف قتيل) وفي خريف العام 2020 (6500 قتيل).

وبحسب آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن، فإنّ العملية العسكرية الأذربيجانية التي انتهت ظهر الأربعاء الماضي خلّفت ما لا يقل عن 200 قتيل.

وتعهّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الاثنين بأنّ حقوق الأرمن في هذا الجيب الذي يحتلّه جيشه ستكون "مضمونة".

مواقف دولية
في بروكسل، اجتمع الثلاثاء مسؤولون دبلوماسيون كبار يمثّلون فرنسا وألمانيا وأذربيجان وأرمينيا.

وسمحت المحادثات بـ"نقاشات مكثّفة بين المشاركين حول أهمية الاجتماع المحتمل لقادة" أرمينيا وأذربيجان على هامش قمة أوروبية غير رسمية في غرناطة مقررة للخامس من تشرين الأول/أكتوبر، وهو اجتماع مخطّط له منذ فترة طويلة ولم يتمّ إلغاؤه.

الأربعاء، دعت برلين باكو إلى السماح لمراقبين دوليين بالدخول إلى ناغورني قره باغ.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك في بيان "نعمل بكل قوانا مع شركائنا لإرسال مراقبين بأسرع وقت ممكن. السماح بإرسال مراقبين دوليين سيشكل دليل ثقة على أن أذربيجان جدية في التزامها أمن سكان ناغورني قره باغ ورفاههم".

وشددت على أنه من حق سكان هذا الاقليم العيش في سلام في ديارهم مشيرة إلى أن المانيا سترفع مساعدتها الانسانية من مليوني يورو إلى خمسة ملايين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أذربيجان إلى احترام تعهّدها حماية مدنيي ناغورني قره باغ وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، في اتّصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن "شدّد على الضرورة الملحّة لوضع حد للقتال، وضمان الحماية غير المشروطة وحرية التنقّل للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى ناغورني قره باغ".

من جهتها، دعت فرنسا الثلاثاء إلى "تحرّك دبلوماسي دولي" في مواجهة "تخلي روسيا عن أرمينيا". واعتبرت باريس أن النزوح "الكثيف" للأرمن من ناغورني قره باغ يحدث "على مرأى من روسيا المتواطئة" والتي تنشر قوة حفظ سلام في المنطقة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار