: آخر تحديث
بعد أكثر من 48 ساعة على الفاجعة

متضامنون يهبّون لدعم ضحايا الزلزال في المغرب

15
15
15

تفغاغت (المغرب): ملأت مارية بوجديك سيارتها بالمواد الغذائية لتقطع أكثر من 200 كيلومتر حتى توزعها على القرويين المنكوبين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، والذين يشكون عدم وصول مساعدات اليهم.

واستهدفت هذه المتطوعة الوصول إلى سكان قرية تفغاغت الجبلية الواقعة في إقليم الحوز (جنوب مراكش)، وهو الأقليم الأكثر تضرراً من الزلزال الذي ضرب ليل الجمعة مخلفاً حتى الآن 2122 قتيلا .

أمام هول الكارثة بادرت مارية، التي تتحدر من قرية تفغاغت، إلى التحرك آتية من مدينة أكادير حيث تعيش.

وتقول لوكالة فرانس برس "تلقيت اتصالات من عائلات يقول أفرادها إنهم لا يجدون قوتاً، إزاء هذه المأساة اشتريت موادا غذائية بما يعادل 10 آلاف درهم (نحو 980 دولاراً) لتقديم يد العون من موقعي المتواضع".

وتضيف "الظروف السيئة التي يعيش فيها الناجون تضاعف هول المأساة، إنه لأمر كارثي وخطير أن تشعر بالجوع في هذه الظروف. بالنسبة الي تقديم المساعدة أمر طبيعي".

ترتيب المواد الغذائية
ويعمل ثلاثة من سكان القرية على ترتيب المواد الغذائية في مستودع صغير نجا من الدمار. وهي عبارة عن زجاجات ماء وأكياس دقيق وعلب شاي ومصبرات وأيضاً حلويات أوصلها متطوعون مثل مارية وغيرها إلى القرية.

وقال أحد هؤلاء الرجال الثلاثة وإسمه محمد الموقف قائلاً "قررنا التحرك بعد مرور 24 ساعة على المأساة لأن لا أحد جاء لمساعدتنا. نحاول أن ننظم أنفسنا ليتمكن كل منا من سد جوعه".تجدر الاشارة الى أن محمد فقد ابنته (16 عاماً) في الزلزال.

ويقول مصطفى المشموم (34 عاماً) "نحن معزولون. لولا المتطوعون لمتنا جوعاً".

يحاول الرجل "تمالك نفسه" رغم أن وقع الكارثة عليه كان قاسياً، إذ خسر كلاً من والدته وشقيقه وجدته وخمسة من أقاربه.

بعد أكثر من 48 ساعة على الفاجعة ما زال الناجون في تفغاغت يمضون ليلتهم في العراء.

ويشكو المشموم حالهم قائلاً "طلبنا أمس خياماً من السلطات لكن لم نحصل بعد على أي شيء. ننام على الأرض في البرد، نستطيع التحمل لكن الصغار لا يمكنهم ذلك".

مثل مارية، جاء محمد بلقايد من مراكش إلى تفغاغت المنكوبة وسيارته ممتلئة بزجاجات المياه لتوزيعها على الناجين في القرى المجاورة.

ويقول "أردت أن أقدم العون للسكان المتضررين من الزلزال، لكن كثيرين نبهوني وأنا في الطريق إلى أن الوضع سيء في تفغاغت لذلك قررت المجيء إليها".

ويضيف هذا الرجل الذي يبلغ 65 عامًا "من الضروري أن تكون التعبئة شاملة".

قافلة من المساعدات
الى جزء آخر من المناطق المنكوبة، جاء 13 متطوعًا من مدينة الحسمية (شمال) بعدما عبروا نحو 790 كيلومتراً لتقديم العون للناجين. وكانت المدينة الواقعة على الساحل المتوسطي عاشت مأساة مماثلة في العام 2004 حين هزها زلزال خلف 628 قتيلاً.

وصل هؤلاء في سيارتين وشاحنتين لتوزيع مواد غذائية في عدة قرى بينها تفغاغت ومولاي إبراهيم وأسيف اميكدال.

ويقول سعيد الحاج أحد هؤلاء المتطوعين "عشنا الوضع نفسه في العام 2004، أمر طبيعي أن نقدم المساعدة بدورنا".

هذه المساعدات هي "الأولى التي نتلقاها منذ الفاجعة"، يقول محمد بقا (65 عامًا) أحد الناجين من الكارثة في قرية سور تحناوت.

في مراكش كان متضامنون آخرون يستعدون عصر الأحد لتحضير قافلة من المساعدات. ولهذه الغاية، تجمعت عدة شاحنات صغيرة قبالة سوق ممتاز، ملئت بأكياس من الدقيق وقناني المياه والحليب والعصائر ومواد غذائية أخرى، ابتاعها متطوعون لترسل إلى الناجين.

وتجندت عدة جمعيات لإيصال المساعدات للقرى المنكوبة مثل جمعية "دراو سمايل" و"لاينزل انترناسيونال".

ويقول مسؤول الفرع المحلي لجمعية "لاينز انترناسيونال" الياس غساني (20 عاماً) "نحاول بذل قصارى جهودنا فالحاجات كبيرة جداً".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار