في عددها الصادر في الثالث من شهر يوليو-تموز الحالي، أشارت جريدة "لوفيغارو" الفرنسية إلى أن عمليات تصفية الحسابات بين عصابات فلسطينية أدّت منذ بداية العالم الحالي إلى مقتل أزيد من 100شخص. وهو نفس العدد في العام الماضي.
وتقول الجريدة المذكورة إن تصاعد هذه الجرائم واستفحالها يعود إلى الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي تعيشها نسبة كبيرة من الشباب الفلسطيني داخل إسرائيل.
وفي غياب آفاق توفر لهم العيش الكريم، أصبح كثير من هؤلاء الشباب الذين يُعانون من البطالة ومن التهميش، ويُواجهون بالرفض من قبل المؤسسات الإسرائيلية، يُقبلون على الانتساب إلى عصابات إجرامية خطيرة.
ويحدث هذا في صحراء النقب، وفي مدن الوسط، وأيضا في المدن الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. أما في مدينة الناصرة الواقعة شمالا فإن الأمر يتعلق باحتدام العداوة بين عائلتين. وقد أدى ذلك خلال الأسبوع الأخير من شهر حزيران-يونيو من العام الحالي إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم شيخ في الواحدة والستين من عمره، وابنه البالغ من العمر26 عاما. أما مدينة يافا الصغيرة القريبة من الناصرة، فإنها ظلت إلى وقتٍ قريب في مأمن من الجرائم. ويبلغ عدد سكان هذه المدينة الهادئة20000 نسمة، بينهم70 بالمائة مسلمون. أما البقية فمسيحيون.
ويقول رئيس بلدية يافا ماهر خليلية بإن أغلب السكان يعيشون حياة لائقة. لذا فإنهم ظلوا محصنين ضد مثل هذه الجرائم. لكن في الثامن من شهر يونيو-حزيران الحالي، قتل بسلاح الكلاشينكوف 5 أشخاص في موقف للسيارات قريب من مقر البلدية.
ويضيف رئيس البلدية أنه كان في مكتبه لما جاءته رسالة على هاتفه الجوال تعلمه بالخبر. وتلك الحادثة روّعته وروّعت كل سكان مدينة يافا الذين لم يتعودوا على مثل هذه الجرائم الفظيعة.
ولأن ماهر خليلية عبّر علنا عن احتجاجه تجاه ذلك، فإن مجهولين أطلقوا الرصاص على بيته لترهيبه وترهيب عائلته.
وينتقد رئيس بلدية يافا السلطات الإسرائيلية لأنها تظهر لامبالاة بتصاعد وبتفاقم مثل هذه الجرائم. وفي حين أنها تفاخر بأنها قادرة على ملاحقة كل من يهددون أمنها ومصالحها في العالم، إلاّ أنها تفضّل ترك الحبل على الغارب بخصوص الجرائم المرتكبة داخل المجموعة الفلسطينية.
وقد ردت الحكومة الإسرائيلية على هذه الانتقادات قائلة على لسان بنيامين نتنياهو بأنها بصدد بعث خلية أمنية لمقاومة الجريمة المنظمة بشكلٍ جدي بهدف اجتثاث العصابات التي تقف وراءها.