: آخر تحديث
في تظاهرة تحولت مهرجاناً وعبروا خلالها عن تمسكهم بأرضهم

آلاف الفلسطينيين يحيون ذكرى النكبة في رام الله: "لسنا أرقامًا بل شهود"

25
24
27

رام الله (الاراضي الفلسطينية): أحيا آلاف الفلسطينيين في رام الله الاثنين الذكرى ال 75 للنكبة التي يربطونها بقيام دولة اسرائيل في العام 1948، في تظاهرة تحولت مهرجانا وعبروا خلالها عن تمسكهم بأرضهم وحقهم في العودة.

واحتفلت اسرائيل في 26 نيسان/ابريل الماضي بالذكرى الخامسة والسبعين لقيام الدولة بحسب الروزنامة العبرية.

وحمل آلاف المتظاهرين الذين وفدوا من كافة انحاء الضفة الغربية المحتلة أعلاما فلسطينية ورايات سوداء كتب عليها "العودة" بالعربية والانكليزية ورسم عليها مفتاح قديم.

وارتدى كثيرون منهم سترات سوداء كتب عليها "النكبة اصل الرواية والعودة حق".

واختتمت التظاهرة بإقامة مهرجان مركزي وسط مدينة رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية.

ارتدى الستيني خيري حنون ( 64 عاما) الذي قدم من مدينة طولكرم الزي الفلسطيني التقليدي القديم، وحمل حقيبة قديمة جدا ومعولا وضع عليه ملابسه في محاكاة لمشهد الفلسطينيين الذين هجروا من بيوتهم وقراهم عام 1948. كما حمل مفتاح منزل قديم أشبه بالمفاتيح التي كانت تستخدم في الاربعينات.

وقال حنون "جئنا لنقول للاحتلال إنه هكذا أخرج أباؤنا وأجدادنا بلباسهم وهويتهم التي ورثناها. ارادوهم ان ينسوا ديارهم، لقد قتلوا الكبار لينسى الصغار، لكن الصغار ساروا على طريق اجدادهم وعلى العهد الذي قطعوه على أنفسهم بالعودة لارضهم".

وطلبت السلطة الفلسطينية من جميع العاملين في القطاع العام في منتصف اليوم المشاركة في الفعاليات.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة فان 5,9 ملايين لاجئ فلسطيني يتوزعون اليوم بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، قلة منهم لا تزال على قيد الحياة من أصل 760 ألف فلسطيني هجروا او فروا من منازلهم خلال حرب 1948 والتي اندلعت إثر إعلان قيام دولة إسرائيل.

"لسنا أرقاماً"
تقول إسرائيل إن الفلسطينيين غادروا قراهم طوعا خلال المعارك، كما ترفض الاتهامات حول ارتكابها مجازر، وخصوصا ان هناك من الفلسطينيين من بقوا في أرضهم.

وتتحدّث اسرائيل عن قيام دولتها وفق مبدأ "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

دُمرت مئات القرى الفلسطينية خلال النكبة التي طُرد خلالها أكثر من 760 ألف فلسطيني من منازلهم.

ووثق الباحث الأكاديمي الفلسطيني وليد الخالدي تدمير او تهجير أكثر من 400 قرية، بينما أحصت منظمة زوخروت (ذاكرات) الإسرائيلية أكثر من 600 بلدة واجهت هذا المصير.

وشارك في المهرجان فلسطينيون ممن بقوا في ارضهم داخل دولة اسرائيل، وتحدث محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا التي تمثلهم.

وقال بركة "من أكبر الاخطاء التي ارتكبتها الحركة الصهيونية، كما اعترفوا هم، هو بقاء ما بين 150 و160 الف فلسطيني في الداخل بعد نكبة شعبنا".

وأضاف "نحن اليوم قرابة مليونين. لسنا أرقاما، وإنما شهود على هوية الوطن ومسميات المكان الذي حاولت اسرائيل اغتياله".

وشارك أمجد عمر ( 37 عاما) الذي يتحدر من احدى القرى المجاورة لمدينة بئر السبع مع عائلته في التظاهرة. وضع الكوفية وحمل ابنته الصغيرة على كتفيه وهي تحمل العلم الفلسطيني، فيما سارت الى جانبه زوجته وهي ترتدي الثوب الفلسطيني التقليدي.

وقال امجد "هذا التاريخ بالنسبة الينا لا ينسى ابدا، فهو تاريخ تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه. نشارك في هذه الذكرى ونتذكر كيف رحل اجدادنا وننقلها لاولادنا كي نرسخ الرواية والتاريخ في عقولهم".

واشار الى انه كلما اتيحت له فرصة الدخول الى اسرائيل يزور موقع قريته التي "هجر أهلنا منها".

وسيرت خلال المهرجان حافلة تشبه الحافلات القديمة كتب عليها "اللد فلسطين".

وقالت نهاد وهدان المتحدرة من قرية عنابة شرق مدينة الرملة إن "احياء الذكرى كل عام هدفه ان يتعلم الصغار عن نكبتهم ولا ينسوها"، مؤكدة ان "الدولة الفلسطينية قادمة وتمسكنا بحق العودة دائم".

واوضحت انها لا تزال تزور ما تبقى من قريتها من مقبرة وبضع شجيرات من الصبار.

وقالت عبلة الكوك التي تدير مدرسة في بلدة ترمسعيا "هذا اليوم هو تأكيد على حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، لجميع الذين هجروا من أرضهم ومنازلهم".

يعيشون داخل اسرائيل
والتهجير واللجوء لا يقتصران على الفلسطينيين الذين انتقلوا الى الدول العربية او الضفة الغربية او قطاع غزة، فثمة مئات آلاف الفلسطينيين العرب الذين هجروا من قراهم ويعيشون داخل اسرائيل.

وينظم هؤلاء كل عام مسيرة الى قرية مهدمة من قراهم تحت عنوان "يوم استقلالكم يوم نكبتنا". وقصدت المسيرة هذا العام قرية اللجون قرب أم الفحم بمشاركة آلاف الفلسطينيين العرب.

ويقدّر عدد عرب إسرائيل بمليون و400 ألف نسمة هم أبناء وأحفاد 160 ألف فلسطيني ظلّوا في أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار