قالت سلطات الهجرة في سريلانكا إنها منعت شقيق الرئيس، ووزير المالية المستقيل، بازيل راجاباكسا، من مغادرة البلاد.
وكان وزير المالية استقال في أبريل/ نيسان إثر احتجاجات شعبية على ندرة المواد الغذائية، والوقود والأدوية.
ويتوقع أن يقدم الرئيس غوتابايا راجاباكسا استقالته هذا الأسبوع. وقال رئيس البرلمان إن النواب سيختارون رئيسا جديدا للبلاد يوم 20 يوليو/ تموز.
وفي تصريح لبي بي سي قال زعيم المعارضة، ساجيث بريماداسا، إنه يعتزم خوض انتخابات الرئاسة، بعدما يستقيل الرئيس راجاباكسا.
وجاء الإعلان بعد محادثات أجراها حزبه أس جي بي مع أحزاب حليفة لدعمه في الانتخابات.
وتعيش سريلانكا أزمة اقتصادية غير مسبوقة دفعت بالآلاف إلى الشوارع للاحتجاج، منذ مارس/ آذار الماضي.
فقد نفد احتياطي الدولة من العملة الصعبة، وأصبحت الحكومة غير قادرة على استيراد المواد الأساسية، مثل الغذاء والدواء والوقود.
وقال بريماداسا إن حزبه وأحزاب حليفة وافقت على "ترشيحي للانتخابات الرئاسية، في حال شغور المنصب".
وقد خسر بريماداسا الانتخابات الرئاسية في 2019، ويحتاج إلى دعم نواب من الائتلاف الحكومي ليفوز هذه المرة.
ويأمل في الحصول على هذا الدعم بالنظر إلى الغضب الشعبي الواسع ضد الرئيس راجاباكسا وعائلته التي سيطرت على الساحة السياسية في سريلانكا لأكثر من عقدين من الزمن.
وبلغت نسبة التضخم في البلاد 55 في المئة في يونيو/ حزيران، ووجد الملايين أنفسهم غير قادرين على ضمان لقمة العيش.
وقال بريماداسا إنه مستعد أيضا إلى المشاركة في حكومة انتقالية تعددية.
وتعرض زعيم المعارضة للانتقادات لأنه رفض منصب رئيس الوزراء، عندما عرض عليه في أبريل/ نيسان. وتولى المنصب غريمه، رانيل ويكريميسنغ، الذي قال إنه سيستقيل ليفسح المجال لحكومة انتقالية.
مغردون عرب يقارنون ما يجري في سريلانكا بما تشهده دولهم
مظاهرات سريلانكا: الرئيس ورئيس الوزراء يعلنان عزمهما التنحي عن السلطة
مظاهرات سريلانكا: تعرف على أسرة راجاباكسا التي حكمت البلاد بقبضة حديدية طوال عقدين
ووصف بريماسادا الوضع في سريلانكا بأنه "مرتبك، يسوده الاضطراب والفوضى"، مضيفا أن الأمر يتطلب: "التوافق والتشاور، والتنازل والالتفاف".
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن الاحتياطي الوطني تراجع إلى 250 مليون دولار.
وأدت ندرة الوقود إلى شلل في المواصلات العامة. كما لجأت السلطات إلى قطع الكهرباء لأن محطات التوليد ليس فيها ما يكفي من الوقود. وأغلقت المدارس هذا الأسبوع بسبب ندرة الوقود أيضا. ويحاول الكثيرون مغادرة البلاد.
وتقبل بريماسادا فكرة أنه لا توجد حلول سريعة لأزمة البلاد.
وقال إن إعادة الاقتصاد إلى مستوى ما قبل 2019 يتطلب 4 إلى 5 سنوات، مؤكدا أن حزبه لديه خطة اقتصادية لتجاوز الأزمة.
"لن نخدع الناس. سنكون صريحين، ونعرض خطة للتخلص من مشاكل سريلانكا الاقتصادية".
ولكن المحتجين في كولومبو يقولون إن جميع أعضاء البرلمان، وعددهم 225، مسؤولون على الوضعية الحالية للبلاد، وإنهم يريدون وجوها جديدة في الساحة السياسية.
معلومات أساسية عن سريلانكا
- سريلانكا دولة تتكون من جزر تقع إلى الجنوب من الهند. استقلت عن الحكم البريطاني في 1948، وأهم الأعراق فيها هم السينهالة والتاميل والمسلمون. ويبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة.
- سيطرت على الساحة السياسة في سريلانكا عائلة واحدة منذ سنوات، وهي عائلة راجاباكسكا. وقد أصبح ماهيندا راجاباسكا بطلا قوميا عند الأغلبية السينهالة في 2009 بعدما هزمت حكومته المتمردين التاميل بعد سنوات من الحرب الأهلية الدامية. ويتولى أخوه غوتابايا، الذي كان وزيرا للدفاع، رئاسة البلاد، ولكنه أعلن أنه سيستقيل.
- سلطات رئاسية: يتولى الرئيس في سريلانكا مهام رئاسة الدولة والحكومة والجيش. ولكنه يتقاسم العديد من السلطات مع رئيس الوزراء، الذي يتزعم الحزب الحاكم في البرلمان.
- الأزمة الاقتصادية التي أثارت الاحتجاجات: التضخم أدى إلى ندرة الغذاء والدواء والوقود، ودفع بالناس إلى الشارع احتجاجا على عائلة راجاباكسا وحكومتها.