فرضت السلطات الروسية قيوداً على الوصول إلى موقع خدمة بي بي سي الناطقة باللغة الروسية، وطالت القيود أيضاً خدمات إخبارية أخرى منها دويتشه فيله، وميدوزا، وإذاعة ليبرتي.
ومرّر البرلمان الروسي قانوناً يجرّم نشر معلومات "كاذبة" عن القوات المسلحة. ويعترض الكرملين على وصف الصراع الدائر في أوكرانيا بالـ "حرب"، مُطلقاً عليه وصف "عملية عسكرية خاصة".
وقال متحدث باسم البي بي سي، إن "الوصول إلى معلومات دقيقة ومستقلة حق إنساني أساسي لا ينبغي إنكاره على الناس في روسيا، إذ يعتمد الملايين أسبوعياً على بي بي سي للحصول على هذا الحق".
وأكد مسؤول البي بي سي: "سنواصل جهودنا لإتاحة خدمة البي بي سي في روسيا وحول العالم".
وتصفّح رقم قياسي من المتابعين موقع بي بي سي الإلكتروني الناطق باللغة الروسية منذ بدء الصراع في أوكرانيا، للوقوف على آخر المستجدات.
وكانت إحدى آخر المنصات الإخبارية المستقلة في روسيا، قناة تي في رين، قد توقفت أمس الخميس عن البث تحت ضغط بسبب تغطيتها لأحداث الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي بثّ مباشر نهائي، تجمّع صحافيو القناة في الاستوديو في تحدّ للحرب على أوكرانيا. وقالت ناتاليا سيندييفا، وهي من مؤسسي القناة: "لا للحرب".
واتهمت هيئة الاتصالات الروسية قناة تي في رين بجُملة من التهم منها: "التحريض على العنف، وإهانة المواطنين الروس، وتكدير الصفو والسِلم العام، والتشجيع على التظاهر".
وعلى أثر ذلك، بدأت القناة تبث مقاطع من باليه بحيرة البجع لتشايكوفسكي، والذي كان يُستخدم إبان الحقبة السوفيتية للرمز إلى وفاة القادة، كما كان باليه بحيرة البجع يُستخدم أيضا أثناء محاولة انقلاب عام 1991 الذي أسهم في وضع نهاية للاتحاد السوفيتي.
أما رئيس تحرير القناة، تيخون دزيادكو، فقد غادر روسيا يوم الأربعاء لدواعي أمنية، على حد تعبيره.
وقالت مذيعة الأخبار في القناة إيكاترينا كوتريك لبي بي سي: "المشكلة الرئيسية أننا نغطي أخبار أوكرانيا بموضوعية كأي صحافيين مهنيين، ونعرض وجهتَي النظر". واضطرت كوتريك لمغادرة روسيا خشية مواجهة عقوبة سجن قد تصل إلى 15 عاماً "بتهمة نشر أخبار كاذبة عن الجيش الروسي".
وتوقّف إرسال إذاعة صدى موسكو يوم الثلاثاء قبل أن يعلن مجلس إدارتها قرار إغلاقها التام. وكانت صدى موسكو قد بثّت مقابلات من أوكرانيا تتعلق بالاجتياح الروسي.
وعمد التلفزيون الرسمي الروسي إلى تصوير الحرب في أوكرانيا بشكل مغاير تماما لما تبثّه التليفزيونات حول العالم عن ذات الحرب.
وتأتي الحملة على الصحافة في ظل عقوبات استهدفت الاقتصاد الروسي، وفي ظل هبوط قيمة الروبل الروسي على نحو مهدّد لمدخرات المواطنين الروس.