ايلاف من لندن: يتجه الرئيس العراقي برهم صالح الى الفوز بولاية ثانية لرئاسة الجمهورية العراقية بعد ان اكد حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني انه مرشحه الوحيد للرئاسة التي هي من حصة الاكراد.
وقالت مصادر قيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني ثاني اكبر الاحزاب الكردية بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ان المكتب السياسي للاتحاد قد اختار بالاجماع صالح مرشحا وحيدا له للرئاسة العراقية خاصة وان هذا المنصب هو من حصة الاكراد بحسب المحاصصة الطائفية والقومية المعمول بها في توزيع مناصبات الرئاسات الثلاث من مكونات البلاد الثلاثة الرئيسي بحيث يتولى رئاسة الحكومة شخصية شيعية ورئاسة البرلمان سنية ورئاسة الجمهورية كردية وذلك منذ سقوط النظام السابق عام 2003 . وتسلم صالح رئاسة الجمهورية للمرة الاولى في الثاني من تشرين الاول اكتوبر عام 2018 .
وأكدت مستشار المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ريزان شيخ دلير في بيان أن "برهم صالح المرشح الوحيد للكرد لمنصب رئاسة جمهورية العراق". وللحصول على موافقة القوى السياسية العراقية سيتوجه الى بغداد خلال الساعات المقبلة رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني لاجراء مفاوضات مع هذه الكتل لاقناعها بدعم ترشيح صالح حيث كانت تقارير قد اشارت الى معارضة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني لهذا الترشيح.
وكان مجلس النواب العراقي قد انتخب الاحد الماضي خلال جلسته الاولى بدورته الخامسة محمد الحلبوسي (سني) رئيساً وحاكم الزاملي (شيعي) نائباً أولا وشاخوان عبد الله (كردي) نائبا ثانيا.
الرئيس صالح خلال لقاء سابق في نيويورك مع الامن العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش (مكتبه)
موعد انتخاب الرئيس
واليوم اعلنت الدائرة القانونية في مجلس النواب العراقي عن تخصيص رقمي هاتف اعتباراً من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الساعة الثالثة بعد الظهر من أيام (الثلاثاء والاربعاء والخميس من الاسبوع الحالي للتواصل مع الراغبين بالترشيح لمنصب "رئيس جمهورية العراق لتسهيل" وصولهم الى مقر الدائرة في مجلس النواب بقصر المؤتمرات والاجابة عن استفساراتهم ذات العلاقة.
وبالتزامن مع ذلك فقد أصدرت رئاسة الجمهورية مرسوماً بإحالة أعضاء مجلس النواب بدورته الرابعة السابقة إلى التقاعد وونشرت جريدة الوقائع العراقية الرسمية نص المرسوم المتضمن أسماء أعضاء الدورة البرلمانية الرابعة.
وقد أعلن مجلس النواب العراقي فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية العراقية وقال في بيان أنه "استناداً للمادتين (2) و(3) من قانون احكام الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية رقم (8) لسنة 2012، يعلن مجلس النواب فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية"، مبيناً أنه على الراغبين بالترشيح ان تتوافر فيهم شروط محددة.
واشار الى ان على المرشح لمنصب رئيس الجمهورية أن يكون عراقياً بالولادة ومن أبوين عراقيين. كذلك أن يتمتع بكامل الأهلية، وأتم الأربعين سنة مــن عمره وان ان تتوفر في المرشح سمعة حسنة وخبرة سياسية، وان يكون من المشهود له بالنزاهة والاستقامة والعدالة والاخلاص للوطن.
واوضح ان من شروط الترشح ايضا أن لا يقل تحصيل المرشح الدراسي عن الشهادة الجامعية الأولية المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق كما يجب أن يكون غير محكوم بجريمة مخلة بالشرف.
واضافة الى ذلك فان على المرشح لرئاسة جمهورية العراق، "أن لا يكون من المشمولين بأحكام إجراءات قانون المسائلة والعدالة (لاجتثاث البعث) أو أية إجراءات تحل محلها".
ودعا المتقدمين للترشح الى "تقديم طلباتهم التحريرية مشفوعة بالوثائق الرسمية التي تثبت توافر تلك الشروط فيهم، مع سيرهم الذاتية، إلى رئاسة مجلس النواب وتسليمها الى الدائرة القانونية في مجلس النواب - قصر المؤتمرات" خلال ثلاثة أيام.
واضاف أن انتخاب رئيس الجمهورية سيجري خلال موعد اقصاه نهاية يوم 8 شباط فبراير2022 وذلك تطبيقاً للمادة (72/ثانياً/ ب) من الدستور العراقي.
برهم صالح .. شخصية كردية بعلاقات عربية واقليمية ودولية
وتشير السيرة الذاتية الرسمية للرئيس صالح الى انه من مواليد مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراق عام 1960وأنضم نهاية العام 1976 الى صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني.
وقد اعتقل عام 1979 من قبل النظام السابق مرتين بتهمة الانخراط في صفوف الحركة الوطنية الكردية.. وأمضى 43 يوماً في معتقلات الأمن في كركوك ولقي أنواع التعذيب داخل السجن.
الرئيس صالح خلال لقاء سابق في حاضرة الفاتيكان مع البابا فرنسيس (مكتبه)
وأنهى صالح الدراسة الاعدادية، فور الافراج عنه، بتفوق وحصل على المرتبة الاولى في كردستان والثالثة على مستوى العراق بعد حصوله على معدل (96.5%) لكنه غادر العراق متوجهاً الى بريطانيا اثر أستمرار ملاحقته الامنية.
وأصبح منذ بداية الثمانينيات عضواً في تنظيمات أوروبا للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال طالباني ومسؤولاً عن العلاقات الخارجية للاتحاد في العاصمة البريطانية لندن.
والى جانب نشاطه السياسي عكف صالح على أتمام دراسته الجامعية فحصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية والانشاءات عام 1983 من جامعة كارديف في بريطانيا. ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الاحصاء وتطبيقات الكومبيوتر في مجال الهندسة عام 1987 من جامعة ليفربول في بريطانيا وقد عمل مهندساً استشارياً لاحدى الشركات الاوروبية.
وقد انتخب برهم صالح عضواً في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في أول مؤتمر علني للحزب في اقليم كردستان المحرر من سيطرة النظام السابق أوائل عام 1992 وكلف بمهمة إدارة مكتب علاقات الاتحاد الوطني في الولايات المتحدة الاميركية.
ثم أصبح ممثلاً لأول حكومة في إقليم كردستان التي تمخضت عن أول إنتخابات برلمانية في الاقليم عام 1992ومسؤولاً للعلاقات الخارجية في العاصمة الاميركية واشنطن.
عمل صالح بحسب سيرته الذاتية على توسيع شبكة علاقات الاتحاد الوطني الكردستاني وحكومة الاقليم لدى دوائر القرار المؤثرة في واشنطن وشارك في نشاطات المعارضة العراقية ومؤتمراتها قبل سقوط النظام السابق عام 2003 .
وتولى برهم صالح رئاسة حكومة اقليم كردستان العراق للفترة من كانون الثاني (يناير) عام 2001 وحتى منتصف عام 2004 "وبذل خلال فترة رئاسته للحكومة جهوداً كبيرة في تحسين الوضع المعاشي لمواطني الاقليم وتطوير الخدمات وارسى دعائم مشاريع تنموية طموحة نالت رضى الجماهير الكردستانية في وقت كان الاقليم الكردي محاصراً من الناحية الاقتصادية والتنموية".
- وبعد سقوط النظام السابق ربيع عام 2003 أصبح برهم صالح نائباً لرئيس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة في النصف الثاني من عام 2004 ووزيراً للتخطيط في الحكومة الانتقالية في عام 2005 ونائباً لرئيس الوزراء في الحكومة العراقية المنتخبة (حكومة نوري المالكي) وتولى الملف الاقتصادي كرئيس للجنة الاقتصادية.
وقد أطلق كممثل عن الحكومة العراقية مبادرة العهد الدولي والتي هي ميثاق للالتزامات المتبادلة بين العراق والمجتمع الدولي لمساعدة العراق في الايفاء بالتزاماته في بناء عراق ديمقراطي اتحادي مزدهر آمن مع نفسه ومع محيطه الاقليمي والدولي.
واسس الجامعة الاميركية في العراق بمدينة السليمانية مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ويشغل منصب رئيس مجلس امنائها حاليا.
وتولى برهم صالح رئاسة حكومة اقليم كردستان التي تشكلت عام 2009 وهو يتمتع بعلاقات كردستانية عراقية، اقليمية ودولية واسعة كونه سياسياً معتدلاً منفتحاً على جميع القوى والتيارات السياسية في البلاد وبشبكة علاقات وثيقة مع الوسط الاعلامي والثقافي.
ولصالح نشاطات في المجال الثقافي ودعم نشاطات المجتمع المدني ويرأس هيئة أمناء الملتقى العراقي وهو لقاء ديمقراطي عراقي يضم شخصيات ديمقراطية وطنية ووجهاء من أطياف المجتمع العراقي ويضم الملتقى منظمة واعدون ومشروع هيوا لدعم الطلبة المتفوقون في مختلف الجامعات العراقية.. ومتزوج ولديه بنت وولد.