نيروبي: أعلن متمردو جبهة تحرير شعب تيغراي الاثنين انسحابهم من منطقتي أمهرة وعفر في شمال إثيوبيا والتراجع إلى تيغراي، في نقطة تحول جديدة في الحرب المستمرة منذ 13 شهرا والتي أودت بحياة الآلاف.
وقال الناطق الرسمي باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاتشو رضا "قررنا الانسحاب من هاتين المنطقتين باتجاه تيغراي. نريد فتح الباب أمام المساعدات الإنسانية".
وأضاف أن القرار اتُخذ قبل أسابيع قليلة موضحا أن مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي ينفذون "انسحابات تدريجية" من بلدات عدة بما فيها موقع لاليبيلا المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
تراجع كبير
وتمثل هذه الخطوة تراجعا كبيرا للمتمردين الذين رفضوا في السابق طلب الحكومة انسحابهم من عفر وأمهرة كشرط مسبق للمفاوضات، قائلين إن ذلك "غير ممكن على الإطلاق".
وتسبب الصراع بين القوات الفدرالية الموالية لرئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي بأزمة إنسانية حادة ودفع أعلى هيئة حقوقية في الأمم المتحدة إلى الأمر بفتح تحقيق دولي في انتهاكات مزعومة.
واعتبارا من أواخر تشرين الأول/أكتوبر، أعلن كل من الجانبين تقدمه ميدانيا مع إعلان جبهة تحرير شعب تيغراي في إحدى المرات أنها أصبحت على مسافة 200 كيلومتر برًا من العاصمة أديس أبابا.
توجه أبيي، وهو ضابط سابق في الجيش، إلى جبهة القتال الشهر الماضي، بحسب وسائل إعلام حكومية، ومنذ ذلك الحين تقول الحكومة إنها استعادت بلدات رئيسية عدة.
قطع الاتصالات
وقطعت الاتصالات في منطقة النزاع كما قيّد وصول الصحافيين ما يجعل التحقق من من المزاعم حول ساحة المعركة صعبا.
وأثار القتال قلق المجتمع الدولي فيما فشلت الجهود الدبلوماسية التي قادها الاتحاد الإفريقي لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في تحقيق أي تقدم ملموس.
وقبل إعلان الاثنين، كان قادة جبهة تحرير شعب تيغراي يرفضون الانسحاب من أمهرة وعفر ما لم تنه الحكومة ما وصفه المتمردون بأنه "حصار" إنساني على تيغراي.
فقد شكا العاملون في مجال الإغاثة من أن العقبات الأمنية والبيروقراطية تعرقل الوصول إلى المنطقة حيث يعتقد أن قرابة 400 ألف شخص هم على حافة المجاعة.
الأمم المتحدة تعلق الرحلات
وعلّقت الأمم المتحدة الرحلات الجوية الإنسانية من أديس أبابا إلى ميكيلي عاصمة تيغراي في تشرين الاول/أكتوبر وسط حملة من القصف الجوي الحكومي على المنطقة، إلا أنها استأنفتها في تشرين الثاني/نوفمبر.
ودفعت المخاوف من زحف المتمردين على العاصمة أديس أبابا دولا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى حضّ مواطنيها على مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت، رغم أن حكومة أبيي أكدت أن المدينة آمنة.
اندلعت الحرب في إثيوبيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي احمد الجيش إلى إقليم تيغراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الإثيوبي.
وبرر أبيي أحمد الخطوة بأن قوات الجبهة هاجمت معسكرات للجيش الفدرالي، وتعهد تحقيق نصر سريع.
لكن بعد تكبدهم خسائر، حقق المتمردون انتصارات مفاجئة، واستعادوا السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي بحلول حزيران/يونيو قبل التقدم إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.
وتسبب القتال بنزوح أكثر من مليوني شخص ودفع بمئات الآلاف إلى عتبة المجاعة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، مع ورود تقارير عن مذابح وعمليات اغتصاب جماعي ارتكبها الطرفان.
وخلص تحقيق مشترك بين مفوضية الأمم المتحدة والمفوضية الاثيوبية لحقوق الانسان التي شكلتها الحكومة الاثيوبية في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الى ارتكاب كل الأطراف جرائم يمكن تصنيفها جرائم ضد الانسانية.
وصوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة على إرسال محققين دوليين إلى ثاني أكبر بلد في إفريقيا من حيث عدد السكان وسط تحذيرات من عنف معمم يلوح في الأفق في خطوة انتقدتها أديس أبابا.